زمنٌ خارجَ الدّائِرة ......
1
هذَا المَسَاء
خشْيةَ ضَجيج جَحافِلِ اللّيْل
قرَّرْتُ أنْ أتحدَّى الغُرُوب
والشَّمسُ تَكَادُ تغْرقُ فِي دمِها
أمْسكتُ بتلابِيبِها
أغْريْتُها
علَى كتِفِ الأُفُولِ نصبْتُ مائدتِي
فرشْتُ أوْراقِي المُلوّنة
رسمْتُ ساقيةً وخمِيلة
2
أطلّتْ بوجْهٍ خَجُولٍ
تابعتِ المَجْرى
والظِّلالُ عنْ طريقِها تتباعدُ
في لفْتةٍ
رشّتْها زَهرةٌ حالمة بالعَبق
هزّتِ الجفْنَ ..تورّدتْ وجْنَتاها
سطعَ النُّورُ في قلْبي
كسَا مُحيّاها
وانْداحَ الضّياءْ
حاصَرَ ظِلَّ المَساءْ
صَبَّ في الفناجينِ رحيقًا
والطّيرُ صفَّقَ مِنْ أعشاشِه
حوْلَها أحْكمَ الدّائرة
هلَّلَتْ ، أرْختْ جدائلَها
ألبستْني هَالتَها
3
على ورقِي سَرحَ زوْرقٌ
شِراعُهُ مِنْ نُور
مِجْدافُهُ ساعِدِي يَمْتطي الشُّعَاعْ
في الحُلمِ يسْبحُ
يشدُّ القِلاعْ
يُقبّلُ خدَّ السّاقية
4
والشّمسُ تَرُومُ المَدى
تَغْزُو البِحار
فيهْزجُ في المَاء لَها المُحار
على الرَّمْلِ تَتْرى عَذارَى الشّوقِ تمْرَح
تفتحُ أذْرُعَهَا
بهجةً بالشّمسِ
بِي كأبطالِ الأساطيرِ أصْنعُ الملْحمَة
أغْسِلُ ثَوْبَ الغُروبِ في بِرْكة الدّهشة
فيُزْهرُ في عيْني الضّياء
أراهُ يمتدُّ حَدّ العتْقِ
يلتَحمُ بالأماني لُحمةً وسَدى
هنَاكَ أُنَمْنِمُ نَسَقَ الوَقْت
أكسوهُ مِنْ مُهجتِي قُزحًا
لوْحة على وسادة التّحدّي
بَلْ " مُعجِزة"
ترسُمُ الزّمنَ خارج الدّائرة
حَرْفَ بهاء
أوْ قصيدةً ثائِرة .
تونس......11 / 8 / 2020
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع