رائعة هديتك يا صديقي - كمال الرباعي

للنساء المنسيات أهدى شكري السلطاني قصيدته. قريبات غيّبهنّ الموت ومناضلات ابلعتهن غياهب السجون ومكافحات يصنعن ثروة البلاد وثورتها وغمطهنّ المجتمع.

نساء عاديات لا كنجمات هوليود أو كعارضات الأزياء بقدودهن المنحوتة نحتا. ومن آيات الجمال في القصيدة استغلال الفضاء والرسم بالأبيات على بياض الصفحة:

تلاعب شكري السلطاني بالأبيات طولا وقصرا فرسم بسواد الحروف على بياض الورق ما لا يذهل عنه إلاّ الطرف السدوف.

جسد امرأة، رأس فصدر فخصر فردف (تبينه الصورة أسفله). جسد امرأة ليس من الخرائد الأماليد وإنّما من عبقريّات القصيد. القصيدة صورة امرأة لا تميس بجسمها ولكن ألفاظ تميس بهمسها.

بين سين البداية وهمزة النهاية في القوافي تمضي القصيدة. سين الاستقبال ترنو إلى نصرة النساء وسين السرور والسموّ. سين اللين والانسياب وصفير البهجة. سين المنشود والوعد الذي قطعه الشاعر على نفسه: "ســ ـأنتصر لـ"

والهمزة هي إيقاع القصيدة الرسمي الذي يتوقف عنده الصوت بعد أشواط تطول وتقصر في غير انتظام ولكن بسابق تصميم أبيات غلب عليها بحكم الروي الطابع الزوجي وإن كان منها ما جرى فاتسع إلى ثلاثة أبيات أو أربعة.

والهمزة حرف حلقي شديد من مكنون الصدر يخرج بوحا بعذابات النساء المنسيات.

السين ارتبطت بأفعال مسندة إلى المتكلم هي أمل الشاعر والوعد الذي قطعه على نفسه أما الهمزة في قلقها وشدتها فقد ارتبطت بأفعال نسبت إلى النساء في عنائهن وعذاباتهنّ.

وبين سين البداية وهمز النهاية ترجيع نون في غنة جميلة.

ثلاثة حروف سيطرت على فضاء القصيدة هي السين والنون والهمزة ومن هنّ قُدّ لفظ النساء ولهنّ أهديت القصيدة. ولكن الشاعر وهو سلطان الكلام وأميره رتب ذات الحروف فقدّم السين ووسط النون وأخر الهمزة مكوّنا لفظ السناء.

جناس مقصود فالنساء سناء.

-----

متابعة / سهام بن حمودة