القائمة الرئيسية

الصفحات

 


حبيبتي الأصيلة
كلما اقتربت منها شعرت بقشعريرة تهز جسدي وكأن البرد حل فجاة فأحتمي بها منه.. وتأخذني إلى رحابها فأستانس ببهائها و أبحر في شذا تضاريسها وخباياها .. ثمّ اتزيّن من نثر حسنها و مستحضراتها فأبدو العريس الّذي تنتظره وهي العروس الّتي تهيّأت واستعدّت لتأويني إليها .نعم هي عروس.. كلّ من يراها يريد الفوز بها لكنّي الفائز لأنّي أتحلّى من زينتها و أتعطّر من روائحها بما يجعلني أنتمي إليها دون منازع..حبيبتي أرسلت إليّ رسائل حبّها منذ نعومتي ..تكبرني سنّا نعم ولكنّها تصغرني جمالا وأناقة وحسّا مرهفا..تتطهّر ماء وثلجا وبردا وتلبس كلّ الألوان معا فتتناسق على جسدها ولا يمكن ان يرى نشازا في لباسها رغم التّنوع الّذي تكتسي به ..تنشد كلّ الألحان معا فتتناسق في حنجرتها و تستحيل منظومة موسيقيّة متناغمة تأخذ السّامع أخذا و تجعله يسبح في احلامه و كأنّه يحقّقها بالقرب منها.. حبيبتي حالة استثنائيّة جمعت بين سموق القامة و رفعة الحسن و رقيّ الذّوق .سكنها في العلوّ و ألوانها تنبع من أناقتها.. فكسوتها الخضرة ربيعا وصيفا.. والبياض شتاء . أمّا خريفها فهو استثناء إذ لا لون يغيب عن كسائها و لا نغم تغفله ألحان حنجرتها .. فتنتفرد في ذلك بكلّ الجمال عن بقيّة الحسان ..يسافر إليها من قريب و من بعيد كلّ عاشق ولهان ..ولأنّها طيّبة وكريمة فهي لا تبخل بكلّ التّحايا الأنيقة و أنواع التّرحيب على من حيّاها...
حبيبتي وقفت صامدة أمام كلّ من بادرها بغير الحبّ ..فقد حمت ظهورنا وحمت كلّ من انتمى إليها رغم قلّة ذات اليد ورغم بساطة أسلحتها ..كانت حصنا وسورا مانعا ضدّ كلّ من تعنّت ومدّ يده ليسحبها من جذور نسبها و الّذين حضنتهم لتحميهم فهي لا تسمح بغير المنتمين إليها ليكونوا بجوارها و يفوزوا بحبّها. حبيبتي حقيقة بكلّ الحبّ وكلّ الاحتفاء ..مهرها لا يتعدّى كلمة طيّبة و عرفان لما قدّمته لكلّ من وطأت قدمه رحابها فهي غنيّة ..وغناها فيها و منها يكفي ان ينتبه إليه من به شغف و رغبة فتكون وجهة و صورة تشفي من به علّة...
رشدي الخميري/ جندوبة /تونس

Reactions

تعليقات