القائمة الرئيسية

الصفحات


لحن الأماسي( 70).
كانت الجامعة التونسية أشبه بمجتمع مصغر، إذ ينحدر الطلبة من جهات مختلفة في العادات و وحتى في الثقافة أحيانا. المهم أن الأغلبية تنحدر من مناطق بعيدة عن العاصمة، وإن بدا عليها الفقر فهي متميزة في الدراسة..رأيت من الطلبة من يأتي في سيارات فارهةإلى الكلية صباحا مساءا، وهناك من يأتي في سيارات أجرة،أما عامة الطلبة فإنهم يعتمدون في مجيئهم إلى الكلية ومغادرتها على الحافلات الصفراء...لم أجد في الجامعة ذلك التناسق العام بين طلاب المعرفة الذي تعودت عليه في معهدي، ففي تالة لم تكن الفوارق الطبقية والثقافية بارزة أصلا في اللباس أوالعادات والتقاليد..فوجئت في الجامعة برؤية فتيات يدخن في حين لم أر في معهد "إبن شرف" طيلة سبع سنوات فتاة تضع أحمر الشفاه،ربما التدخين في الجامعة يمثل مظهرا من مظاهر التحضر لبعض الطالبات...فقدت في الجامعة ذلك الدلال الذي كنت أحضى به في بيتنا خلال العطل أو في المعهد خلال الدراسة.إعتمدت على التقشف، فكلما وصلني مصروف من والدي ،أبادر بإقتناء تذاكر الوجبات الغذائية من المطعم ! كما أشتري كلما نزلت إلى قلب العاصمة ما يكفيني من علب سجائر"الحلوزي" وقد تنازلت عن تدخين سجائر العشرين مارس 
(يتبع)
متابعة / سهام بن حمودة
 

Reactions

تعليقات