القائمة الرئيسية

الصفحات

عتبات الحنين 63
موطنُ الأزليّة
إن قُلتُ أُحبُّها وأحبّ ممالك العشق
الّتي تُشبِهُها
وأحبّ الأرضَ السّمراءِ
وسنابلَ الجنوبِ
كما نسمة الفجرِ
والهواء الغربيّ
كما مصابيحُ الدُّجى
وألفاً مِن السُها الّتي تُشبِهُها
وألفاً من دروبِ الكرمةِ
والتّينِ والزّيتونِ والصبّارِ
وعرائشِ الياسمينِ والجوريِّ
الّتي تُشبهُ الدّروبَ والأشجارَ
والعرائشَ النّاثرات عبيرَها الكوني
الموصِلاتِ إلى حِماها الحبيبِ
فقد صدقت
والسّماءُ والعرشُ
أعلمُ وأدرى
إن قُلتُ أهواها في الأوقاتِ الستّةِ
ووقت السّحَرِ ومع النّداءِ الأكبرِ
حيَّ على الفلاحِ فقد صدقت
والكونُ يشهدُ بأنّي صدقتُ
كُرمى مقلتيها الآسرتينِ للضّوءِ
ومحراب الصّلاةِ في معبدِ الإيمان
القدسيّ كُلَّ صلاة وقيام
***
يا مَن تسكنُ جنبات الضّلوعِ
والاتّجاهاتِ الستّةِ
يا مَن أعددتُّ لها متّكأً
في الفردوسِ الأعلى
يا مَن أتوقُ بَحرَها الوادعِ بالدّفءِ
وكرمِلِها الأخضَرِ وجرمَقِها
المهيبِ
يا مَن تستوطنُ القلوبَ المؤمنةَ بربّها
أولى القبلتين المُباركتينِ
بوّابة السّمواتِ العُلا
***
ما زاغَ البصرُ وما طغى
إذ رأى محيّاها البهيّ
وأسوارَها عالية المقامِ
وثمارَها الجنيّةَ
وفاكهَتها المباركة
وسلافةَ الأبديّة المنشودة
في دِنانِ خمرتها الشّتويّةِ
وما رأى
****
انشرحَ الصّدرُ والأُفُقُ المبينُ
ابتهاجاً لنورِها الكونيّ
لإطلالتِها النّديّةِ في فصولِ العُمرِ
لخطوِها الميمونِ
في ممالكِ الزّمانِ
آيةً تُفرحُ الفراشات
في وضحِ النّهارِ
تسرُّ باصرةَ العيونِ
***
نَم أيُّها الغافي على جمرِ الشّوقِ
ولظى الحنينِ
نَم ولا تستيقظ مِن حُلُمكَ الجميل
حتّى تقوم السّاعة
فتُردّ إلى موطنك الأزليّ
ردّاً جميلا

د.سامي الشّيخ محمّد
 

Reactions

تعليقات