القائمة الرئيسية

الصفحات

للخطوة حذاء وجرس في الرماد...(8) - عمار فوزي

للخطوة حذاء وجرس في الرماد...(8)
لم أكن سيداً على الهدهد
كي أعيد الموجة الى مهدها الأول
لم أكن بارعاً كبائع بخورٍ غجريٍّ مثقوبِ الأذنين
يرتل في ذاك الأمل المعقد
رقصات جانٍ مخمورٍ
وتميمةً غيرَ مرئية للخصوبة لتحج لي أجسادٌ معطلةٌ عن الولادة والشهوة المشتهاة وكل ذاك الحلم المرتجى بين الأكف ترابا
آيةٌ تحتاج سماءً جديدة
وأصابعاً تفتح باب كفر جميل ...

شيءٌ يفصل بين الشيء و اللاشيء
مهرةٌ تبصر في الغبيراء سرج الغمام...

ها أنا.....
دون أن أفزع نشيد الماء
أشعلت القشّ بعيداً عن زغب القمح وأراجيحِ الحمام ..
ونسجت فزاعةً من خيط دخانٍ داكنٍ وعلقت تميمة الأمنيات...
يا أرضُ كوني بخير
لئلا يُفسدَ الماعز البري مزارعَ القمح و الكستناء ...
فتصاب بطونُنا بتخمةِ سماسرةِ اليد السفلى
فلا نجد بين أصابعنا ثقباً واحداً نراقب منه فنَّ الإبحار في عالم تلك الألوان السحرية ..

حين علّمتُ جسدي كيف يستعين بجسدي أدركت
أن هذا الكونَ الشاسعَ أقمارٌ وأراجيحُ ..
وأن الأرض طفلةٌ مدللة ...
سهواً سقطتْ في البئر : ذاك الثقبِ الأسود ..

حين علمت جسدي كيف يقرأ جسدي ،
أخرجت من الخيمة مالا يليق بي ..
رمادَ تنورها...
أكياسَ الحنطةِ المشبوهةِ تلك التي لا تفرخ اطفالها في الأرض مرتين ..
وصدأَ دعاءٍ مزمنٍ ردده الأسلاف نكايةً بالموت والمقابر
ها أنا..
دون أن أفزع نشيد الماء ودون أن تغتسل الأمنيات ببخور عراف عارياً من الأمنيات
أخرجت يد البحر ...
علّمت أصابعي كيف تكتب قصائدَ بيضاءَ كقلبي واليمام ..
بمفردي علمت جسدي كيف يستعين بجسدي ..
بمفردي علمت جسدي كيف يقرأ جسدي ..
ها أنا الآن .. أقرأ الكون بعقلي ..
ها أنا الآن .. أزرع فكرةً لغدي ..
وغدي ...
بيادرُ قمحٍ ..وكستناء

لم أشعل كومةَ قشٍّ
كي أوهمَ الأرض أنني أستطيع تشكيل السحاب سبعةَ مواسمَ أكررها كاملة ..
كلما استيقظ التراب أمدُّ له فوانيس الفصول الماطرة ، والروحَ سبعةَ أهلةٍ تطل من خلف الغمام ..

لم أكن صاحب ناقةٍ صفراءَ كي أعبر جسد الموج دون أن أبتكرَ حيلةً من جذع فكرة ...
و دون أن أدرب جنون الريح كيف تجدف في الريح وجه أشرعتي....

لم...
لم تكن أصابعي أيضاً من قصب السكر كي أُطعمَ البحرَ نقيضَه..

لم....
لم أشعل قشاً كي يهطل ذاك الشبح الأبيضُ في عقر الهجير ، فينساب وليدُ الماء في رحم بركةٍ ظمآنةَ آيةً ...

لم أكن أجيد الفلسفة وعلم الجبر كي أجبر الريح على النوم ساعةً ..
ولم أكن سيداً على الهدهد كي أعيد الموجة إلى مهدها الأول...

ليهمس البحر للبحر ..
ويهمس الشجر للشجر الزعتر البري للحجل والصخرة للعشبة والعشبة للغزال
أنني حالة استثنائية
أنا سيد جسدي و صاحب الفكرة فقط ..
بتريشيا .. هل أعجبك بنُّ الأستانة ؟؟؟
إنه حالةٌ استثنائية يا علي
نعم....
للخطوة حذاء وجرس في الرماد .

# آل عمار

متابعة : سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات