القائمة الرئيسية

الصفحات

العمارة 118
صافي راك كثرتي ... بهذا الكلام كان يصرخ بالقرب من سلم العمارة رقم118، التي تعود ملكيتها ليهودي مغربي مقيم بفرنسا، خصص غرفها 118 للكراء، تابع حديثه العرضي وهو يصرخ في وجه صديقه الذي فضل الصمت، وعدم الرد على حديث الميلودي الغاضب.
أطلت رؤوس كثيرة من تلك الغرف المظلمة، وتحسس الفضوليون آذانهم لسرقة بعض الكلمات النابية التي كان الميلودي يجيد صناعتها في مختبر فمه المتهالك الأسنان ...
همست فاطمة بائعة المسمن والخبز لصديقتها سعاد سكرتيرة في شركة بيع التجهيزات المنزلية، سمعت ان التيباري طلب يد ليلى بنت مولات الطحين للزواج ...
ردت عليها صديقتها: العجب أش عجبو فيها... وحكايتها على كل لسان.
تدخلت سميرة وقالت: وعلاه نسى بأن صديقه الميلودي يحب ليلى، وطلب يدها للزواج في حياة أبيها رضوان....
بمدخل العمارة كان التيباري خمس وعشرين سنة، يشتغل في دار الدباغ، ينحذر من مدينة الجرف قرب الراشدية يمسك بسجارة سوداء وينفث دخانها بعصبية مبالغ فيها، قبل أن يوجه كلامه إلى صديقه الميلودي القضية لاتستحق هذا العناء والخصام، أعتقد أن ليلى ستختارني دون أدنى تفكير ....
استشاط الميلودي غضبا وانقض على التيباري ليخنقه حتى الموت، فعمت الفوضى العمارة المطمئنة وانتقلت فرقة مكافحة الجريمة بسرعة إلى الحي، لكن كان الميلودي جثة هامدة، وليلى تقف حاملة سكينها في حالة ذهول.
عزالدين الزريويل / المغرب
Reactions

تعليقات