القائمة الرئيسية

الصفحات

قَوَامٌ رَشِيقٌ - هشام الهرّابي


قَوَامٌ رَشِيقٌ
في بَيْتٍ أنِيقٍ
جَدِيدٍ عَتِيقٍ
أَمَامَ ٱلْمَرَايَا
يُنِير الزَّوايا
يُغْرِي الثّنايا
يَرْتَادُهُ رُوّاد
رائحٌ و غادٍ
مِن كُلِّ بِلادٍ
وَهْدٍ وَ وادٍ
هَلْكَى جماد
فهذا هائـمٌ
يَوْمُه غائـمٌ
وَ آخَرُ عائـمٌ
لَيْلُهُ قائـمٌ
يُناشِدُ ٱلْقَمَرْ
و ٱلَّيْلَ وَ السَّمَرْ
يُدِيمُ النّظَرْ
فِي عَيْنيْ بَقَرْ
بِتَرانِيمِ سَفَرْ
يُمَدِّدُ ٱلْبَصَرْ
يَقْضِي ٱلْوَطَرْ
بِأَشْلاءِ بَقَايَا
مُتَوَهِّمًا سَرَايَا
تُنِيـخُ مَطَايَـا
تَـدُرُّ عَطَايَـا
فَتَلُوحُ مَزَايَـا
فَيُصوّتُ مُنَبْنِبًا
مُنَضِّدًا مُبَوِّبًا
لِلْخَطَإ مُصَوّبًا
لِلْهَفْوَةِ مُعَدِّلاً
بالْحُجَّةِ مُجَنْدِلاً
بَعِيرًا مُعَنْدِلاً
وَلَكِنَّهُ التَّخَيُّلُ
للغَزَل أنّه أمْيَلُ
غَيْرَ أنّه عَيِّلُ
بَلْ أنْوَكُ بُهيْلُلُ
وَهَكَذَا الذُّبَابُ
يَغْمُرُ كُلَّ بَـاب
يَفْرِي بِلاَ حِسَاب
بَلْ هكذا الذُبّانْ
و أكثَرُ الجُعلانْ
تَتَزَيَّ بِٱلْألوانْ؛
أخضرَ و أحمرَ قانْ
نَاهِيكَ أسْوَدَ قَدْ بانْ
فَتَسُودُ الشُّطآن
مُستبِدّة بٱلْحِسَان
مُسْقَرُّها الأبْدان
خُبْزٌ بِخَيْرِ الأجْبان
و إثْرَهُ حَسْوُ ألبان
مَنظرٌ يَتَكَرَّرُ
مُقزّز يُمَرَّرُ
فالرَّهطُ مُتَسَمِّرُ
غَبَاءَهَا يُبَرِّرُ
و لا أحَدَ يُقرّرُ
سُخْفَها يُدَمِّرُ
فَالْكُلُّ مُتَزَلِّفٌ مُعمِّرُ
فَيَا لَهَا رِحلةً مَجيدةً
للغُفَّل مَكِيدَة
فأغلبُهم مَصِيدَة
ضِبَاعٌ طَرِيدة
لا تَمْلِكُ طاقة
شَدَّ زِمَامِ ناقة
و لا مَسْك باقة
بأنْفُسٍ مُشتاقة
فَيَا لها صَداقة
حُبْلَى دَناءة
فَيَا لَهَا مَباءة
و أنتَ ساكِتٌ راضٍ
تُنَصِّبُ نَفْسَكَ قاضٍ
فَهَذَا ابنُ ماضٍ
و الآخَرُ لها ساجٍ
مُتماوتٌ في ليلٍ داجٍ
و بعضهم:
بنفسه يُغامِرُ
بماله يُقامِرُ
بوسامته يُغازِلُ
بشعره يُناوِرُ
فَتَنْهَدُّ ٱلْمَرَايَا
لِتَسْقُطَ شَظايَا
عَلْقَمًا خَطايَا
وَٱلْكُلُّ فِي ثُبُـور
ذَا مُتورّم مَوْتُور
وَ ذَانِ كِلاهُمَا مَكْسُور
وَ ذانِّكَ لِسانُهُ مَبْتُور
وَ هْيَ فِي غِبْطَةٍ وَ سُرُور
قَدْ آنسَتْ عُواء
وَ صَوْتَ مُواء
تَحْسَبُهُ إطراءً
لِحُسْنِهَا إغواء
لكنّه سَواء
جَلَبَةٌ و ضَوْضَاء
هُرَاءٌ يَتْرَى هُرَاء
نُوكَى فِي ٱقتداء
بِلاَ شِفَاء و لاَ دَوَاء


#هشام الهرّابي 25 أفريل 2019
Reactions

تعليقات