أرقجلست على سريرها متكاسلة، لم تنم ليلة البارحة، عاقرت الأرق ليلها الطويل، هي تسترجع أحداث نفسها الأخيرة، وهو يرمقها بعين وقحة....
لأول مرة تشعر أنها مهزومة، لأول مرة تشعر أنها وحيدة، جاءها صوت إبنها من غرفته يطلب الفطار، ويسألها إن كانت مريضة، نفت أنها مريضة، قالت مجرد إعياء وأرق، نهضت ألقت نظرة على غرفة ابنتها كانت قد غادرت إلى عملها دون أن توقظها، دخلت المطبخ اعدت فنجان قهوة لم تكن يوما من عاشقي السوداء، لكنها اليوم أحست أنها في حاجة إلى منبه، أنها يجب أن تستيقظ، جالت في بيتها وكأنها ترى أركانه لأول مرة، رغم أنها تحتفظ بذكرى في كل ركن فيه، ركن شهد ولادة أبنائها، ركن شهد نجاحاتهم، ركن شهد فرح وحيدتها، كانت تعشق ذكرياتها في هذا البيت الآمن إلا من غوائل الدهر.....
قررت أن تغادر البيت سريعا، كأن الذكريات تلاحقها في كل ركن، ترمقها بنظرات مستنكرة، لا لن تبق وحيدة مع هواجسها
غادرت البيت لتمارس رياضة المشي علها تستنشق هواء الحياة، هواء السكينة، أرادت أن تحتمي بالعالم الخارجي، لن تكون بمفردها إذا داهمتها نوبة الخذلان، ستحتمي بعيون العابرين وستخجل نفسها من تقريعها، هكذا كانت تحدث نفسها....
لم تدرك كم مشت من مسافات، كان عقلها مشتتا، كان الصراع قائما داخل رأسها الصغيرة، كلما تقدمت كلما احتدّ الضجيج والصراخ حتى أنها دون شعور منها كانت تبتسم للمارة وكأنها تعتذر عن هذا الصراخ........
لم تنتبه أنها يجب أن تتوقف، يجب أن تعود إلى بيتها إلا حين رن هاتفها وأعاد صلتها بالحياة.......
بعض الهذيان راحة..
------------
لطيفة البابوري
متابعة / سهام بن حمودة
لأول مرة تشعر أنها مهزومة، لأول مرة تشعر أنها وحيدة، جاءها صوت إبنها من غرفته يطلب الفطار، ويسألها إن كانت مريضة، نفت أنها مريضة، قالت مجرد إعياء وأرق، نهضت ألقت نظرة على غرفة ابنتها كانت قد غادرت إلى عملها دون أن توقظها، دخلت المطبخ اعدت فنجان قهوة لم تكن يوما من عاشقي السوداء، لكنها اليوم أحست أنها في حاجة إلى منبه، أنها يجب أن تستيقظ، جالت في بيتها وكأنها ترى أركانه لأول مرة، رغم أنها تحتفظ بذكرى في كل ركن فيه، ركن شهد ولادة أبنائها، ركن شهد نجاحاتهم، ركن شهد فرح وحيدتها، كانت تعشق ذكرياتها في هذا البيت الآمن إلا من غوائل الدهر.....
قررت أن تغادر البيت سريعا، كأن الذكريات تلاحقها في كل ركن، ترمقها بنظرات مستنكرة، لا لن تبق وحيدة مع هواجسها
غادرت البيت لتمارس رياضة المشي علها تستنشق هواء الحياة، هواء السكينة، أرادت أن تحتمي بالعالم الخارجي، لن تكون بمفردها إذا داهمتها نوبة الخذلان، ستحتمي بعيون العابرين وستخجل نفسها من تقريعها، هكذا كانت تحدث نفسها....
لم تدرك كم مشت من مسافات، كان عقلها مشتتا، كان الصراع قائما داخل رأسها الصغيرة، كلما تقدمت كلما احتدّ الضجيج والصراخ حتى أنها دون شعور منها كانت تبتسم للمارة وكأنها تعتذر عن هذا الصراخ........
لم تنتبه أنها يجب أن تتوقف، يجب أن تعود إلى بيتها إلا حين رن هاتفها وأعاد صلتها بالحياة.......
بعض الهذيان راحة..
------------
لطيفة البابوري
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع