القائمة الرئيسية

الصفحات

الإبداع في وسط الأزمة - دنيا علي الحسني


الإبداع في وسط الأزمة .
______________
كتبت / دنيا علي الحسني


تدعيات تفشي وباء كورونا العالمي وتسببه في إيقاف الحياة الثقافية والفنية في العالم أجمع ، حيث تم إلغاء الحفلات الموسيقية والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات الدولية في أغلبية دول العالم،كما تأجلت مسرحيات وأفلام إنتهت مواسمها الفنية قبيل أوانها ولجأ الفنانون والعاملون في الحقل الثقافي والفني والأدبي إلى منصات التواصل الإجتماعي كوسيلة لمتابعة نشاطهم وأختار بعضهم البث المباشر عبر مواقع التواصل والتطبيقات التي أصبحت هي الحل الوحيد ودور العالم الإفتراضي في إحتضانها وإن العديد من الأعمال الإبداعية ( وليدة الأزمة الحالية) والتي تجعل الناس يتوقفون أمام مخاطر الجوائح ويعملون ويبدعون ليكونوا مصدر إلهام لطرق جديدة للتفكير في التصدي لجائحة كورونا حيث يمكن للفنانين والأدباء إبداع تجارب جديدة تجعل المرء العادي يشارك فيها بإستخدام الفن والأدب للتعريف بالمخاطر إذ ينبغي النظر للفن والأدب بوصفه عاملا للتلاقي ومحفزا على بدء التحاور ومصدرا للأمل ودافعا للناس من جميع أنحاء العالم على العمل المشترك ومواجهة المخاطر بصورة شجاعة ولائقة.
كما أن الواقع الثقافي العراقي في ظل كورونا لا يختلف كثيرا عن ما هو قبل كورونا سواء على المستوى الفردي أو المؤسساتي لأن واقعنا الثقافي في العراق قائم بأساسه على الفردانية والإجهاد الشخصي من الأفراد المصابين بلوثة الفن والأدب فأن وضعا كهذا لن يؤثر كثيرا وتحديدا لن يحجم من إنتاج الفرد ولكنه على العكس ربما سيمنحه فرصة لم يكن يحلم بها كونه مجبرا على البقاء لفترات أطول بجانب كتبه وأوراقه وهذه فرصة اصبح بإمكانه أن يقرأ ويكتب أكثر وعليه أتوقع شخصيا أن هناك مشاريع أدبية كثيرة ستتولد هذه الفترة وربما أفكارا لمشاريع فالمثقف الان أمام فرصة لن تتكرر حيث اصبح يملك الوقت الكافي ليفعل نتاج مميز في سبيل الأفكار التي تنهال عليه ولم يكن يجد الوقت الكافي لتحويلها الى كائنات كلامية على الورق وحول مستقبل الفنون في ظل تفشي كورونا ودور العالم الإفتراضي في إحتضانها ومستقبل الفن والثقافة والأدب قائم على العلاقة المباشرة بين الذي يمثلها والجمهور والتجارب الفنية والثقافية أصبحت متاحة اليوم أمام جمهور وسائل التواصل الاجتماعي ربما هي فرصة جديدة للعديد من الأشخاص للانخراط في الحياة الثقافية والفنية التي لم تكن متاحة لهم من قبل وأتوقع خلال الفترة المقبلة أشكالا أدبية وفنية جديدة وقصائد أرهف ليست نتاج عزلة فرضت على الفنانين والأدباء كنوع من الوقاية وإنما نتاج وعي يكشف في الداخل إتجاه انقاذ البشرية في عالم بات قرية صغيرة .
Reactions

تعليقات