القائمة الرئيسية

الصفحات

السُّونْسْ انتَرْدِي (25) - نصر العماري


السُّونْسْ انتَرْدِي 25
عادت "العبيدية" كما سمّاها الحاج "خلف الله "الى مقر إقامتها مع أمها "منوبية "وولديها
"سهيل " و "رؤوف" ب "قصور الطوال" على يمين الطريق المؤدية الى مدينة البحاير بعد يوم شاق جابت فيه المدينة طولا وعرضا تنادي "تكازا" تلتقط رزقها من ايادي الراغبين والراغبات في معرفة ما يرغبون في معرفته وتطمئن نفوسهم أوهكذا يعتقدون فيستبشرون بما هو آت .
سمعت "العبيدية "أمها تناديها "محبوبة ... آ محبوبة روّحتي ؟ّ"
فأجبتها "ايه آداده روّحت "
دخلت الأم "منوبية " على ابنتها وبيدها "سردوك فولي " تروم ذبحه وهو يتخبّط بين يديها في صخب و يصيح فزعا ودون أن تكترث له خاطبت الأم لابنتها قائلة والديك :
"اقعد زرقون " "أخي جبتي طرف لحم و الا نذبحوه "
فأجابتها "ايه جبت سيبيه كسّرلي رأسي" وهي تغير ملابسها وتصلح من شأنها
"آش بيك مشك قدْ قدْ آمحبوبه " سألت الأم ابنتها وأردفت وإلا ثمه أشكون قلقك؟"
و اطلقت سراح الديك فانطلق مسرعا وقد نجا من الموت . وتوجهت الى القفة بجانب السّدة الترابية أين ينام سهيل في حضن أمه. أما رؤوف ففي حضن جدته في الرّكن الآخر.
فردّت محبوبة وهي تنزع عنها ما كانت ترتديه.
"عادي آداده القلق ولا من الكبار موش من الصغار " ردّت البنت وأضافت "اليوم راجل رجل كبير موش صغير يمكن يعمل ستين سنا مشو عادي مشو عادي حتى طرف "
"الشيب والعيب ايكب اوالله سعدو " قالت الام
"لا ما تبولدش أما تحسو موش عادي ملّي بديت نتكزلو وهويخزرلي ويثبت . عقلو شرد فرد مرّة" وغيرت محبوبة ملابسها ولفت شعرها إلى الخلف ثم سكبت الماء من دنّ بلاستيكي أزرق اللّون قرابه خمس لترات من الماء الصّافي في حوض وردي وشرعت تغسل أطرافها .. .
.كانت الأم قد أخرجت من القفّة قرطاس اللّحم و وضعته في قصعة الإنوكس المقلّد وراحت تستعد لتحضير العشاء
فسألها ابنتها "آ داده الذراري فينهم" ؟
"في دار خديجة يتفرجو في التّلفزة، ملّي روّح راجلها من السّوق وجاب "البطارية" من السارج وهما شادين قدّام التّلفزة ، التلفزة سلبتلهم عقولهم "
"حتى هو عقلو تسلبْ وقعد باهتْ " قالت "محبوبه" وهي تدعك رجليها
"من هو؟ " سألتها أمها دون اكتراث.
"الرّاجل اللّي كنت نحكلك عليه" أجابتها البنت في شدّه
آش بيه"؟ سألتها من جديد دون اهتمام .
فأخرجت "محبوبة" قدميها من الحوض . وسكبت مابقي من ماء في سطل قديم غرس فيه رأس بصل مع شيء من النّعناع .وخاطبت أمها :
"قتلك قعد باهتْ كينو يعرفني ، والا يتشبّه عليّا ،عرضْ عليّا لزردة سيدي بن زكري قال اللّي هو الوكيل "
أسقطت الأم السّكين من يدها في القصعة فأحدث دويا ، أثار انتباه محبوبة فسألت أمها
"لباس آدادة ؟"
فأجابتها "لا لباس " وسألتها أخي قلّك أنه وكيل الوليّ سيدي بن زكري . أوصفي لي الرّاجل مليح " وبدت على" منوبية" ملامح الإهتمام .لاحظتها "محبوبة" بدون عناء فسألتها " تعرفيه آ داده ؟"
فاقتربت منها الأم محدّقة فيها آمرة إياها "اوصفيه كيفاش هو توّه نقلك "
يتبع ...نصر العماري
Reactions

تعليقات