القائمة الرئيسية

الصفحات


"السّونسْ انترْدي "24
غضب الحاج "عليّ خلف الله الزكراوي " وزمجر في وجه "القهواجي "حين أحضر له كأس الشّاي "مشني شارب، اشربو إنت " فوضع النّادل الكأس على الطاولة ناظرا للحاج "ما قتلك شيء والضّحك موش حرام "وذاب من أمامه .
فهدأ الحاج ومدّ يده للكأس البلوري وأخذ يتحسسه بأصابعه ثم قربه من شفتيه وشفط جرعة طويلة محدثا صوتا بشفتيه وتمطّق وهو يتذّوق الشّاي وكأنه يحتسيه لأول مرّة.
وشرد ذهنه الى "مبروكه" زوجته كيف ستستقبله بدون "طاجين" ستسوّد يومه ولن تسكت هذه المرّة . مبروكة ابنت عمّه تزوجها منذ اربعين عاما . كانت فتاة نحيلة سمراء "تعرف بأم ذراعين " فهي نشيطه لا تهد أ لها حركة انجبت له ثلاثة ذكور لم يكونوا كما يريد ولكنهم سنده على كل حال.
لكن الذي شغل باله وسلب عقله هذه "العبيدية" كما تتدعي
كم كان غبيا ... لم يسأل عن عنوانها ... أوعن مكان اقامتها ... لقد ضيّعها من يديه ... أتاتي يوم "الزردة "
يا ليت يوم "الزّردة " غدا بل ليته اليوم .و"مبروكه" خوفي من "مبروكه " آه لو تتفهم
طبعا ستتفهم وعليها أن تتقبل الأمر .وتذكّر جدّية مبروكة وشجاعتها وطيبتها ...
و تذكّر أن" مختار النّابلي "يبيع الطواجين بل يبيع كل شيء
ومختار النابلي هو ليس نابليا ولا ينتسب لمدينة نابل لكن اللقب التصق به لانه يبيع المواد التي تشتهربه عادة مدينة نابل .
فهو يبيع الفلفل النابليّ بأنوعه الحار والحلو، والمطحون و"الشائح قرونا" والتوابل بأنواعها " كزبرة وسينوج وبسباس وحبة حلاوة وغيرها من السعتر والشيح والنعناع والترنجية وشواشي ا لورد والحناء المرحية وأوراقا والكركم والسكنجبير و الفستق والبندق واللّوز الحلو والمرّ ألى الإكليل وزيته و الكتان وزيته الى زيت القطران وبراريد الماء والشاّي وغير ذلك كثير إلى أصباغ الصّوف الى حرير تطريز الجبّة و البرنس "حرير صدارة"الى أربطة الاحذية ونعالها ومساميرها وأبرالخياطة الدقيقة و"السّراجي" الى "المخيط" الى خيط ا"لسّباولي" الى حبال الحلفاء والقفاف السعفية والبلاستيكية."
إلي المبيدات الحشرية فعنده فتاك النّمل ودواء البرغوث و دواء جرب الأغنام كل شيء
موجود منظّم في مكانه فهذه مصائد الفئران وهذه فخاخ العصافير.
حتي ادوات الموسيقى يبيع منها نصيبا فهذه الدربكة او "الدربوكة جلد الحوت " من الصغيرة الى الكبيرة وهذه الصحاف الفخارية "للبلابي " وهذا "التبسي" بلونية الاصفر والأخضر الذي لاتحلو أكلة الكسكسي إلا فيه.
و"عمّك المخارالنابليّ" بهدوئه ودماثة أخلاقه يتعامل مع الصّغير والكبير بكلّ بشاشة وطيبة
اقتني الحاج خلف الله "طاجينا" جديدا ،بعد ان غادر "مقهى سبيرس" بضعف الثّمن الذي اشترى به الطاجين الاول من الرّحبة ودفع دون مساومة فعند مختار باب المساومة غير مفتوح .
وما إن غادر حتي شاهد عربة اللّحم يجرّها حمار البلدية و"عبد الله كرش" يجرّه من صريمته يروم توجيهه الى الباب الجنوبي للسّوق البلدي المحاذي لحانوت سعيد الحلايبي
بعد حانوته بالباب الشّمالي الذي تخلّى عنه مرغما. ... يتبع
نصر العماري
Reactions

تعليقات