القائمة الرئيسية

الصفحات


وهي
أحبّها، ولا أدري ما الّذي يجعلني أحبّها، ربّما لأنّها كانت الأقرب منّي، وكانت الأخريات عنّي بعيدات، ونائيات تعمّمن بثلج الوقار المفتعل فما عبرن النظر وما جزن البصر إلى موطن السّرّ...
أحببتها لأنّ حبّها قدر، ولم يكن لي أن أفرّ... كانت تجود بسحر و تنفث على مرأى منّي و مسمع العقد فأزداد يقينا بأنّها قدري...
أحببتها لأنّها تشبهني أو أشبهها، صادقة، وشفّافة وطلسم قولها إذاخاتلت وماء نمير إذا تراءت للظّامئ التّائه في مهامه المعنى.
أحبّ صورتها في هدأتها وسورتها، في سكونها و ثورتها...
هي تنفخ في ناي شجني عذب الزّفرات، و تعصف في ليل الغياب تراتيل وآهات و تترنّم بأصوات كلّ المخلوقات وقد حدتها أمواج فرح ونسمات...
إذا دعوتَها إلى فضل لم تقصر دونه همّتُها ولا أشوت منها الرّميات، وإن سُئلتْ في علم انبرت بحرا يحضن أفقه لآلئ وشواطئه ازدحمت منارات.
إن صافحت، بدت في راحتيها خطوطٌ منغلقة كلغز كبصمات...
أحبّها شجرة طيّبة جذورها ثابتة في الأرض و أغصانها وارفة الأفياء، سامقة إلى السّماء، تؤتي أطيب الثّمرات...
تلك لغة الضّاد.

-------
هندة البوعزيزي
متابعة / سهام بن حمودة




Reactions

تعليقات