القائمة الرئيسية

الصفحات

حين يمرّ ؛
يصبّ أمشاج زمنه ونشوة المساء على خصر ليلها الطويل، وأشواقه الشاردة في كحل عينيها ليتوطّن فيهما بلا أسرار ،،،
والأسرار قد قُدّت منذ زمن على صهوة القمر ليبعثر عتمته فيها ويرتٔق بأنوارها وقته ويشرد في شتاتها و يضجّ معها في صمتها النرجسي المديد.
حين يمرّ ؛
باحثا عن ملجأ في خطوط كفيها، ليشرب من هسيس أنفاسها فيتوه في خطوطها ، ولا يجد ملجأ يسافر فيه ،سوى خيالا متسعا، في أغوار لغتها الرافضة للشكل و لكل علامات الإعراب، فيمحو عطشه المتمرد في جوف حروفها الرّعويّة ويلبّي نداء الكتابة المعتمة المكتومة في فراغ وحدتها...
حين يمرّ ؛
يفاوض الطريق حصّته فيها من ضوئها الضامئ المنفلت من قهر الوقت ومن تمدد الظلام على أجنحة ليلها البارد،،
حين يمرّ ؛
يبحث له عن بوابة في السماء تمطر فراشا شفافا ،،، فلا يجد له سوى لجة مكتومة بإسفلت الطريق، تفتح ثغراتها لفراش عاتم اللون لا يسدّ ثقل وجعه ولا يرتق غفوة أهدابها المتعبة من طول الترقّب...
حين يمرّ ؛
يربّت على ظلّها المرهق من خديعة أيامها المجهولة في مداره،،، ثم ينساق معها في مجراها بلا تردد ،
حين يمر؛
يستعيد أنفاسه الطويلة في محطاتها ليلوك معها التيّار دون أن يمتثل لعيون العواصف الهوجاء ولا لصفحات الريح المتدحرجة في جرار وقته،،،
حين يمرّ؛
يراوده جنون الرحيل ،،يرتّل قصائدها الصمّاء تحت قناديل يتمايل ضوؤها خافتا تحت أعمدة تشرئب أعناقها لتمدّد وقته في بياضها فيغيب مترنحا على بقايا خيباتها في حلم كان قد أسرجه في مقلتيها
حين يمر؛
تبايعه حروف الحب و تساندته فوضاه فيتململ ضاحكا في مفاصل غوايتها حتى وإن كان شتاته ضياعا في ليلها بلا زاد،،، ...
حين يمرّ ؛
يلملم صراخ الأرض من تحت قدميها ليتعثر إنتماءه أكثر فيها ،،،و يطيّر تراب الطريق المسافر خلف السراب، فيبيعه بلا صكوك للأحراش ،
حين يمر؛
تتوه البوابة عن منفاه وعن منفاها وتختبل الخطوات وتغدر بهما وسط الثنايا،،
حين يمر؛
تسقط روائح العشب حزينة فتضيق الأنفاس ويضيق مجرى الماء فتتشقق شفاه الطريق والطين يباع في غير موضعه ليُنبِت أصواتا لا تهتز ولا ترتجّ....
Reactions

تعليقات