القائمة الرئيسية

الصفحات

العيفة ولد مجيد
وفي الخامس من صفر توفي شيخ التراب الصادق ولد العشّي ولم يترك من يخلفه. رأى العيفة ولد مجيد في نفسه خير خلف للشّيخ وسعى الى حملة انتخابيّة في الدّوار قصد اقناع الجميع بانتخابه. كان العيفة يتنقل بين الدّواوير حاملا "غرارة" على ظهره ملآنة بلوطا وزعرورا، يطرق الأبواب يستجدي الأصوات. طرق اول باب فأطلّت عليه العجوز "برنيّة دجدق". ما أن رأته لابسا جبة خمري وكنترة وطرطورا سطمبوليا حتى انبرت في ضحك هستيري قائلة: ما هذا الكراكوز؟ انت لا تصلح للمشيخة.
-ما أدراك بذلك؟ جرّبوني ثم احكموا علي. لقد رأيت ذاتي في المرآة وحدّثني خيالي بأنني الرجل المناسب في المكان المناسب. قال ذلك ثم ادخل يده الى الغرارة ليخرج منها "طاسة" زعرور وبلوط أهداها للعجوز.
ضحكت العجوز ثم دخلت بيتها وخرجت بمؤخرتها وفي اتجاه العيفة أطلقت ضرطة مدوّية قائلة: خذ هذه في وجهك وان أردت زدناك. انطلق العيفة في عدو هستيري لا يلوي على شيء وهو يصرخ ويلعن المشيخة والسياسة والسياسيين أجمعين. كان يفرك عينيه ويتقلب في فراشه كالمعتوه...

------
نورالدين اليعقوبي (ورقات العيفة)

متابعة / سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات