القائمة الرئيسية

الصفحات

صراصير الحيرة
يؤرقني شواظ السهر.و يفارق النوم مضجعي .فتهجم صراصير الحيرة.و تثقب أذني بعزفها الرتيب .أفكر أن أعانق دفتري عناقا أبديا و أخط عليه كلمات الخلود.
أقتطع من روحي قطرات حبر تسكب عبيرها
على الصفحات. يتأفف بياض الورقة عندما يلبس
القلم ثوب الحداد.
لمن سأعزف لحني الفريد ياصرار الأرق؟؟
رحلت عني يا قطعة من كبدي بعد أن بنيت لك من رحمي قصرا لانطلاقك، بعد أن عصرت دمي خمرا لنشوة أفراحك.
كنت كل يوم أشعر بتجاوبك مع آلام و تشنجات أمعائي.
كابدت معي أوجاع المخاض.كنت تحنو علي
و تساعدني على النسيان برقصك في أحشائي.
كنت رفرفة أخاذة في قلعة كبدي السعيد .أنتظر هلالك
لأضم تقاسيم وجهك.
عالم تعيس هو خارج مأواك الوردي.كيف أستطيع ان أنقش زبد سعادتي على صفحات قلبك؟
كيف أستطيع ان أرسم لك إكليلا من الزهور البرية الطاهرة على جبينك؟ كيف أمنحك حصانة من علل الطغاة
و الظالمين؟ كيف أصنع لك من النجوم قلادة فريدة؟
أكيد ان حبي سيكون لك معلما . أكيد أنني سأمشط شعر الشمس لتنير دربك. أكيد انني سأغرس ضياء القمر في شوارع سعيك و أذيقك طعم الرياح و أسقيك من نبيذ دموعي لتروي روحك الظمأى.
ستحمل بنيّ المشعل و ستبدد الظلام ، ستمسك المعول الفضي و تحطم سدود الخيبة.ستطارد صراصير حيرتي
و جراد بلدتي.لن أخاف معك الهزيمة لأننا معا
و لن نهزم أبدا.
-----

حنان الرقيق الشريف / تونس 

Reactions

تعليقات