القائمة الرئيسية

الصفحات


قرّر الحياد أن يغادر تلك الحلقة المفرغة التي لفظته الأقدار فيها يوما في لحظة عابرة نام فيها الزمان وتكاسلت الأرض فقرّرت التمرّد على قانون الكون، ذاك القانون الذي فرض عليها الدوران لتبقى في حلقة خاوية تدور فندور معها ونظنّ أننا نختار طريقا...اتّجه الحياد نحو اللّانهاية باحثا عن الانفصال ، ففكّ إحدى حلقات الدائرة المفرغة وأخذها ممرّا إلى العالم الخارجي حيث ظنّ أنه سيجد الحرية... خرج الحياد دون أن يعيد ربط الحلقة بأخواتها وبقي الباب مفتوحا....في غفلة من الأرض اقتفى الرّفض أثر الحياد مُمسكا بيد النّفور والعزوف. نافرة هي النّفس من كلّ شيء، يُطوّقها عزوف عن حياة بائسة، تتقاذفها الفصول، فتسكنها كآبة الخريف، وتعتريها ظلمة الشتاء، ثمّ يُزهر الربيع في قلبها، لكنّ الصبف يتسرّب إلى عروقها مثل وادي حياة جافّ وتتباطأ نبضات القلب لتبدأ القطيعة...بعد دهر من التّمرّد لم يجد الحياد إلا فوضى عارمة تجتاح ماوراء الأرض فقرّر العودة ثائرا نافرا رافضا لكلّ شيء، ليجد الأرض مجرّد حضيض ، فَتَاهَ بين مجاريه القذرة باحثا عن ركن طاهر نقيّ يحميه من التماهي مع هذا الحضيض، مُحْتَمِيًا بالقطيعة والانفصال وبعض من العزوف والإباء... 

_______
ليلى كافي/ تونس
Reactions

تعليقات