القائمة الرئيسية

الصفحات



*الفسق يا سادتي لم يوجد اعتباطا،هو صفة من صفات هؤلاء الّذين شاركوا في سباق وطنيّ للفسق فتحصّلوا على الرّيادة، فَهُمْ روّاد الفسق مُذْ وُلِدُوا..أنا لا أذكر أسماء فُسّاق الحضارة الّذين شوّهوا معنى الحضارة لأنّ قلمي ينأى عن كتابة أسماء هؤلاء فهو يخاف أن يُدنّسه خطّ أسمائهم.
*الفسق يا سادتي - في اللّغة - هو الخروج عن الشّيء المُعتاد، أَيْ فاجر وخارج عن طريق الحقّ والصّلاح...ومنه قيل للفأرة فُوَيْسِقَةٌ،فهي تفسق عن جادّة طريقها أَيْ تخرج وتنحرف فَعَفْوًا أيّتها الفأرة لأنّنى جمعتُك مع فسّاق الحضارة.....أمّا اصطلاحاً فالفاسق هو من فسق عن طاعة ربّه إذا خرج عنها. وعن معنى الفسق في المصطلح الشّرعي فهو خروج الإنسان عن حدود الشّرع و انتهاك قوانينه بالسّيئات وارتكاب المُحرّمات وهي الكبائر و الإصرار على الصّغائر والخروج الكلّي بالكفر والبدعة.
*الفسق -يا سادتي- صار مبعثا للتّباهي والتّفاخر في أرضنا باسم حرّية الضّمير، إنّه خندق أحاط بنا، إنّه براقش الّتي جنت علينا...في حضارة الفسق أصبح الحرام حرّية ضمير وأصبح الحلال تخلّفا وسوء تدبير، في حضارة الفسق أصبح اللّواط حقّا وأصبح عيد الأضحى من بقايا البربريّة، في حضارة الفسق أصبح شرع الله عادة وأصبح الإدمان عبادة، في حضارة الفسق أصبح التّطبيع مع ما يُسمّى اسرائيل غنيمة وأصبح حبّ فلسطين جريمة، في حضارة الفسق غابت الأخلاق والقيم والمبادئ....نعم ماتت الحضارة...لكنّ الدّي لن يموت فينا هو نور قذفه الله في صدورنا كما قذفه في صدر الإمام الغزالي من قبلنا،...هذا النّور إيمان لن يُزعزعه لغو الفاسقين.

*الفسق يا سادتي زوبعة في فنجان تُحاول تعكير صفونا فنُقابلها بالتّجاهل والنّكران...هكذا الفُسّاق في أرضنا مثل ذلك الغراب الّذي حاول تقليد مشية الحمامة ففشل، وأراد أن يعود إلى مشيته فنسيها...هم ليسوا منّا وليسوا مثل هؤلاء،...هم مسخ، وحضارتهم مسخ، وثقافتهم مسخ...حبانا الله بالعقل للتّفكّر وحبانا بالقلب للتّبصّر وبين هذا وذاك نيّة خالصة في الاعتراف بنعم الله علينا.....
Reactions

تعليقات