القائمة الرئيسية

الصفحات

يا وطني

سألت وجدان :"مالوطن؟"
أجبتها بتحفظ لا يليق بي :"الوطن يا حبيبتي يعيش فينا كما نعيش فيه. "
ثم استدركت:

"هو ليس مجرد حدود جغرافية و لا حقائق تاريخية تدرسينها و تحفيظينها عن ظهر قلب لتحصيل احسن درجة بالامتحان.ثم تنسينها في الغد لكثرة انشغالاتك و دروسك و امتحاناتك.

و لا حبات رمل ذهبية على امتداد شواطئه و خلجانه. و لا مياها تنساب بانهاره و جداوله. و لا جبالا شامخة تكابد غدر الخونة و انزياح القمر اناء ليل شتاء مظلم. و لا اشجارا معمرة سلبوا الخضرة من عروقها ذات صيف حارق. و لا سنابل حبلى اجهضت حين مخاض قبل اوانه.

الوطن يا حبيبتي؛ ابناء بررة يحملونه شعلة تتقد في الضلوع. يسقونه عشقا.و يضمخون ترابه دما طاهرا.يحرره من ربقة جهل المتربصين.
هم زرعه و ثماره زمن القحط. و هم ايباؤه و فخره بين الدول. و هم مستقبل واعد. و انت منهم يا زهرتي بلا شك.

الوطن يا حشاشة؛ روحي كرامة ينتفض لها المهمشون. و وسام صدق يزين صدور الكادحين.و إكليل مجد يطوق أعناق جنوده البواسل.
الوطن يا صغيرتي ليس غنيمة يتقاسمها الحمقى. و لا تكية يسيطر عليها ذوو النفوذ .و لا ارثا يتنازع على اقتسامه العاقون. و لا مقابلة كروية تلهج فيها الحناجر بحبه. ثم تستكين.

الوطن كلمة مبهمة.و فتيل سراج ينير عتمة النفق. ليصل بنا الى بر الامان. حين يكون بيتا لنا لا يخرج منه المغتصب سالما.و لا يساوم على عفته وحوش الظلام.

الوطن يا نور العيون، مهد لنا ،متى كنا له أما و أبا.و سكنا يسكننا كما نسكنه.


-----
منى البريكي/ تونس
Reactions

تعليقات