القائمة الرئيسية

الصفحات

لم نفترق ، لكن لن نلتقي أبدا - نجوى يعقوبي

لم نفترق...لكن لن نلتقي أبدا ...
كخطين متوازيين متقابلين يسيران جنبا إلى جنب دون تماس ...لا نقاط إلتقاء بينهما ...ما اشتركا فيه شكل مجموعة فارغة ملأى بأوهام زائفة خالا أنها جمعتهما ذات يوم ...لكل طريقه ...لكل امتداده في البدايات ...وفي النهايات...كذبا رسما سرابا حسباه لشدة ظمئهما غراما وعشقا لا يمكن له أن يزول...كم ضحكا في قرارة نفسيهما وهما يستعرضان أحلامهما ويرتبانها الواحد تلو الٱخر ويصنعان لها أجنحة من ورق ظنا منهما أنها قادرة على التحليق بهما بعيدا عن هذا العالم...خالا انهما سيقهران المستحيل ويهزمان العدم ...ولكن كان كل ذالك مجرد هذيان فما بداخلهما من وهن وتردد وضعف أعتى من كل عزم ...خابت كل الاحلام وخاب معها كل الرجاء ...مادت بهما الأرض فترنحت سفينة القدر ذات اليمين وذات الشمال سهوا و في غفلة عن عيون السماء جعلت الخطين يقتربان ...تماسا قليلا...احتكا ببعضيهما ...التهب الشوق...اتقدت نار الجوى...احترقا...علت أصوات الاستغاثة ... ... فارتج الموج غاضبا مزمجرا وباعد بينهما من جديد وحسم الأمر لصالح النظرية الرياضية الهندسية ...خطان مستقيمان لا يلتقيان أبدا....
أنصت الطبيب باهتمام وهو يتابع بوحها همسا منسابا على شفتيها المرتعشتين وخيوط دمع متسللة من بين أهدابها الذابلتين انكسارا وخجلا و هي تقول بصوت وهن تكاد لا تسمعه إلا هي...
كنت كل صباح أنتقي رسالة من رسائله والتي يذيلها في الغالب بقصيدة غزل ممتعة أو أغنية عذبة يتغنى بها ...أدفع بها في صندوق بريدي لأعود إليه مساء تهزني لهفة الانتظار وأمد يدين مرتعشتين وأستقبل توهما ظرفا قديما يحمل بصماته ويعبق برائحة عطره فأعيد قراءة مخطوطه وألتهم عبارلته وأنا أرنو بعينين جاحظتين نحو طريق مبلط بالعتمة والسراب ومسافات بعيدة لا تقترب أبدا... دأبت على هذه العادة يوميا حتى أنها صارت إدمانا ...لا يكحل الكرى جفني إلا إذا تناولت قرصا منوما من حروفه ...ثم انتبهت وسألت طبيبها في ذعر شديد ...أأنا عادية يا دكتور؟ هل جننت وفقدت عقلي؟أجبني رجاء...
------
متابعة / سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات