القائمة الرئيسية

الصفحات

تونس الحبّ:
كيف تعكر ألسنةٌ رويت من ماء تونس؟
وكيف تذلُّ عين داعبها نسيم الخضراء؟
... صدقا أنا أرى إيماءات مزعجة جدا .. فهل معنى ألا يحافظ اللاحقون على مكتسب جلدَ الأجداد كم نحن ظلاّم ..رغم أنّنا نحن مسؤولون عن إهدار صفاء وجه هذا البلد إذ ولّينا عليها من ليس لها حاميا .. لنختلف في السياسة كما نشاء لنتحزّب كما نريد لنلعن بكلّ الاتّجاهات لنقف على مساوئنا ومساوئ مجتمعنا لنكشف الوجوه المتخاذلة والمتآمرة والخائنة والمتاجرة بالوطن ...فقط علينا أن نكفّ عن خدش وجه جميلتنا الحبيبة والتعريض بعِرضها واستباحة تاريخها وتحقير أمجادها والتقليل من فروسية فرسانها لنكن نبلاء في خصوماتنا لنرتفع عن إذلال الوطن فنحن نذلّ بذلك كلّ أهليه ونضيّق رحاب الأمل فيه ومروج المنى.. نعم أتفهّم أن يغضب منّا فرد أو مجموعة لكنّني وبكلّ دكتاتورية أرفض رفضا قاطعًا أن يسيء أيّ كان إلى حبيبتي السّمراء ولا أن يخرّم وشاحها الأخضر السّحريّ...لنختصم كما نشاء بعيدا عن إيذاء تونسنا .. كيف نقبل من هؤلاء الصمّاء عقولهم العمياء قلوبهم أن يخذلوا أمّنا الرّؤوم العطوف بالتهجّم عليها وعلى لوازمها والنّيل من شرفها بلا تعقّل ولا رصانة .. أرى أفواها كثيرة اليوم تنفث سمّا لا تقف على خطورة أثره في الآخر وخصوصا النّاشئة التي تربّت على خواء في الانتماء والهوية فظلّ لا يتميّز مسالكه وثناياه وقد زادت أنانية الآباء الأمر تفاقما.. فراحوا ينفثون عبارات مقيتة تستهدف سدّة كرامتنا ومنارة عزّتنا وهم لا يعقلون فيأخذ الأطفال عن أفواهم ذلك ويردّدونه حتى يمسي بحكم التكرار كالقاعدة أو الواقع الحتميّ أو الحقيقة...
أما علموا أصحابنا هؤلاء ألا حياة بلا وطن ولا وطن بلا حبّ ولا حبّ بلا أرض خصبة ننمو فيها ونؤثر غيرنا وننبذ أنفسنا ونحمّل قِيمًا هي عُمُد الوجود الحرّ الأنوف... ترفّقوا بالذّراري وجهاز مِنعتهم وبالأجداد وحصيلة نضالهم ولا تكتفوا بلعن تخاذلكم وظلمتكم .. ولينطلق كلّ منكم يوقد شموع الحبّ أولا فلا بذل بلا حبّ ولا نموّ بلا فعل وجدّ...فالوطن حبّ يسكن القلوب وتجسّده السّواعد بأرض طلبنا بها السّكنى فسكنت هي سويداء القلب...
---------
عمار التيمومي20مارس 2
019
متابعة / سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات