القائمة الرئيسية

الصفحات

ثَوْرَةُ حُرُوفٍ - سميرة الزغدودي


قال البسيط:
لَوْ أَنّ أَنْدَلُسًا عَادَتْ كَمَا العَادَةْ
لَكُنْت مَنْ خَلَفَتْ فِي الشِّعْرِ وَلاَّدَةْ

الوِدُّ يَكْتُبُ بِي كُلَّ السَّعَادَةِ إِذْ
بِالحَرْفِ أَرْسُمُ للاِبْدَاعِ مِيلاَدَهْ

وَيَصْحَبُ الحُبُّ أَوْجَ الشَّوْقِ فِي دَأَبٍ
تَاللهِ يَنْحَتُ فِي الَأعْمَاقِ أَمْجَادَهْ

أَهْدَى القَريِضُ لِقَلبِي النُورَ فِي شَغَفٍ
بالابْجَدِيَّةِ يَرْجُو الوَجْدُ إسْعَادَهْ

كَالنَّجْمِ يَجْتَازُ أهْدَابَ السَّمَا أَلَقًا
فَتَرْتَجِي شُهُبُ الأَفْلاَكِ إِرْشَادَهْ

كَالبَدْرِ يَغْزُو سَوَادَ اللَّيْلِ فِي وَهَجٍ
يُبَارِكُ النُورُ فِي الأَجْوَاءِ إيقَادَهْ

خَاصَرْتُهُ بِالهَوَى فَاخْتَالُ فِي غَنَجٍ
يُلاَمِسُ الحُلْمُ فِي الوِجْدَانِ أَبْعَادَهْ

كَمْ يَعْصِفُ العِشْقُ بِالأَشْوَاقِ فِي صَخَبٍ
وَالذِكْرَيَاتُ كَمَا الغِزْلاَنِ شَرَّادَة

تَنْثَالُ مِنِّي يَوَاقِيتِي عَلَى وَرَقٍ
تَسْبِي النُّهَى وَهْيَ بِالإتْقَانِ وَقَّادَةْ

تَبْنِي لَقَافِيتِي فَوْقَ الذَّرَى أَلَقََا
تَسْمُو لَهُ الرُّوحُ بِالمِعْرَاجِ نَشَّادَةْ

تَهْمِي يَنَابِيعُ شِعْرِي فِي دَفَاتِرِهَا
رَقْرَاقَةََ بِصَفَاءِ الرُّوحِ مُقْتَادَةْ

تَخْتَالُ قَافِيَتِي مِثْلَ الأَمِيرَة فِي
قَصْرِ الهَوَى بِرَشِيقِ القَدِّ مَيَّادَةْ

وَالذَّوْقُ قَدْ مَاسَ مِنْ تِلْقَائِهِ شَغَفََا
يَبْغِي مَزِيدًا وَهَذَا الشِّعْرُ قَد زَادَهْ

كَأَنَّ سَاعَةَ وَصْلٍ آنَ مَوْعِدُهَا
فِيهَا يُوَضِّبُ نَبْضَ الصَّبَّ مِيعَادَهْ

سَلُوا القَوَافِي مَتَى بِالأَنْجُمِ الْتَحَقَتْ
هَلِ اسْتَعَارَتْ مِنَ الحَسُّونِ انْشَادَهْ ؟

كَيْفَ اسْتَمَدَّتْ مِنَ الألْماسِ مُؤتَلَقََا
تَشْدُو لِحَرْفٍ مِنَ الفَيْرُوزِ إخْلاَدَهْ

بَحْرُ البَسِيطِ بِهِ الأَمْوَاجُ ثَائِرَةٌ
حيِنَ اسْتَقَى مِن عُبَابِ الحُسْنِ إمْدَادَهْ

قُلْ لابْنِ زَيْدُونَ مَا شِعْرِي بِمُقْتَبِسٍ
بلْ لي فقطْ حدّدَ النُّـقّادُ إِسْنادَهْ

فِي القَيْرَوَان يَصُبُّ الشِعْرُ مُنْهَمِرًا
مِنِّي يُبَارِكُهُ عُشَّاقُ (رَقّادَة )

شَيَّدتُ مِنْ شَغَفِي مِحْرَابَ قَافِيَةٍ
فِيهِ تُقِيمُ طُقُوسُ الحُسْنِ أَعْيَادَهْ

شِعْرِي يَضُخُّ لَدَى العُشَّاقِ نَشْوَتَهُمْ
مَاانْفَكَّ يَجْذِبُ فِي الآفَاقِ رُوَّادَه

فأجابه الكامل:
ولّادةَ الأشْعارِ يا ولاّدةْ
سأَكُونُ مثْلكِ في الهوى وزِيادةْ

لوْ أنّ أنْدلسًا كَسالفِ عهْدِها
لغدوْتُ أبعثُ للقريضِ وِلادةْ

يَخْتالُ في غنَجٍ يبارِكهُ الوَرى
والحرْفُ يرْتشفُ الهوى بِإِعادةْ

إنْ زِنْتِ أنْدلُسَ القَريضً كَزهّرةٍ
فبِقيْرَوَانِي قدْ بلغْتُ رِيادةْ

غرناطةُ احْتفلتْ بشِعْركً مثْلما
هتَفتْ بشِعْري صبَّةً رقّادَةْ

ياليْتنا كُـنّا معًا بقَريضِنا
لِنُعِيدَ في وَطَنِ الهَوَى أمْجادَهْ

فقَصيدتي كالبدْرِ في علْيائِهِ
تُضْفي على أفُقِ الوجودِ سعادَةْ

كَـهِلالِ عيدٍ يستدير تَوهُّجًا
حول الهوى وبه استزدت إِجادَةْ

كالنّجْم يخترقُ السَّماء تألُّقًا
والفلْكُ خاصَرهُ بدونِ هوَادةْ

بي يكتُبُ الابداعُ ترْنيمَ الهوَى
والحرْفُ يرْسمُ بالسَّنَا ميلادَهْ

والحُبُّ يحْضنُ نبْضَ حرْفي مائِسًا
حتّى يُخلّدَ في العُلاَ امْجادهْ

تُهْدي المشاعرُ للْقريضِ تأرُّجًا
عبِقا لِيُثْمِلَ مهْجَتِي كالعادةْ

تُؤْتِي القريحةُ أكْلَها فَتُغِلُّني
حرْفًا يحقّقُ للْفُؤادِ مُرادهْ

والشّوْقُ يقْذِفُ في الحشَا جمْرَ الجوَى
مُتأجِّجًا مُتمنِّيًا إِبْرادهْ

تتسابقُ النّبَضاتُ يملَؤُها الرَّجَا
والامنيات كما الظّـبَا شرَّادَةْ

والإلْفُ عنْدي قد غدَا كلَّ الدنا
والرُّوحُ في مِحْرابِهِ نشّادةْ

يهْمي نفيسُ الشِّعْرِ بين دفاتِري
يَـسْبي النُّهى بحرُوفهِ الوَقّادةْ

تخْتالُِ ألْفاظُ الهوَى برشاقَةٍ
بين السّطور بخطْوةٍ مَيَّادةْ

مذْ عانَقَ الاتقان جِيدَ قصِيدتي
نلْتُ الذُّرى ،،، عوّدْتها بعيادَةْ

مذ ضاجع الابداع كل قصائدي
رمت العلا وجعلت منه قلادة

والذوْقُ ماسَ بنَشْوَةٍ وتأنُّقٍ
والنّبضُ صفَّقَ طَامِحًا لِإِعادةْ

لِلْوصْلِ أهْفُو والقريضُ يحُثُّني
والقلٰبُ شوقا يرْتَجي ميعادهْ

مذ عرْبَدَ التّرحال بين مشاعري
غزَلي تمادَى رافِعًا منْطادهْ

فسَلِي ذُرَى الإشْعاعِ كيفَ وطِئْتُها
وسَلِي الهزارَ منِ اقْتّفَى إًنٰشادهْ؟

ولِمَ اليوَاقيتُ استمدَّت بُهْرَةً
منْ نُورِ حرفي ترْتَجي إخْلادهْ

بحْرُ البسيطِ تثيرُني امْوَاجُهُ
لأقيمَ دومًا للهوَى اعْيادهْ

ماكانَ شغرى باقتباسٍ إنّمَا
قد صغْت من رهَفِ الشّعورِ مِدادَهْ

وأنا هنا في القيْرَوَانِ أَميرَةٌ
وقريضُ عشْقِي عاشق روادهْ
-------
الاستاذة سميرة الزغدودي
Reactions

تعليقات