القائمة الرئيسية

الصفحات

استذكار مهم في قصر الثقافة بالبصرة لمسرحية مصرع الأبداع وتجربة المخرجة لمياء الخرسان مع الدراما في القضية الحسينية

استذكار مهم في قصر الثقافة بالبصرة لمسرحية مصرع الأبداع وتجربة المخرجة لمياء الخرسان مع الدراما في القضية الحسينية

كتب – سعدي السند :
إعلام قصر الثقافة في البصرة

من الجلسات العاشورائية المهمة التي شهدها قصر الثقافة في البصرة في رحاب قاعته ضمن أنشطته في شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد سيد الشهداء الأمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في واقعة الطف العظيمة الأليمة ، كانت جلسة مساء أمس الأحد 15 / 9 / 2019 التي أقامتها منظمة السينما للجميع الثقافية لأستذكار مسرحية (مصرع الأبداع) التي قدمت قبل عدة سنوات و كتبت لها السيناريو وأخرجتها الراحلة لمياء هاشم الخرسان رحمها الله والتي ذكر عنها الأستاذ الدكتور عبدالستار عبد ثابت الذي كان عميدا لكلية الفنون الجميلة في البصرة خلال مداخلته في جلسة أمس ان (لمياء) توفيت في يوم صدور أمر قبولها لدراسة الدكتوراه في الكلية .
هذه هي المبدعة لمياء الخرسان

في بداية جلسة أمس رحب السناريست والمخرج فائز الكنعاني الذي أدار الجلسة بالحضور الأكارم وشكر قصر الثقافة على تعاونه المتواصل مع كل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وجميع المبدعين وبشتى التخصصات الأبداعية وأشار الى ان لمياء الخرسان في اخراجها لمسرحية مصرع الأبداع استخدمت مستوى بصريا جديدا وهو العرض داخل العرض وذلك في انتقالة ميتافيزيقية للممثل في مشهد السيدة رقية عليها السلام حيث عملت مطابقة بين صورة او منظر سينمائي ومسرحي ثم انتقلت من الصورة المسرحية الفيزيقية الى السينما بأنتقالة رشيقة يحتاج الربط فيها الى جرأة تقنية وهي التجربة الأولى في المسرح العراقي وقد تنوّع الأبداع في المسرحية بأرقى معانيه تعددت تقنيات الحراك الذي شهدته المسرحية وعندما نلاحظ الأنتقالات سنجد ان لمياء رحمها الله قد وضعت برنامجا ثابتا للأنتقالات الفصلية والمشهدية من فصل الى آخر هو عرض للحركة .. للكريوغراف وذلك وغيره انفردت به لمياء الخرسان .
لمياء الخرسان لفتت انتباه لجنة التحكيم
في أول عمل مسرحي لها عام 1991

وفي مشاركته بجلسة أمس قال البروفسور مجيد الجبوري : عرفت لمياء عندما جاءت الى بغداد للمشاركة في مهرجان لمسرح الشباب عام 1991 وكنت حينها تدريسيا في اكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد وكنت عضوا في لجنة التحكيم التي كان يرأسها ميمون الخالدي وقد قدمت لمياء في هذا المهرجان عملا من اخراجها بعنوان ( الهوّة) من تأليف مثنى صبري الذي سمعت بأسمه لأول مرة وكانت جرأة ووعي المخرجة الشابة لمياء قد لفت انتباه لجنة التحكيم انذاك على اخراج مثل هذا العمل ذي الفكرة التي تتميز بالغرابة والفرادة وهي مازالت طالبة في معهد الفنون الجميلة والامر الآخر الذي لفت انتباه اللجنة هو تلك البيئة التي صنعتها المخرجة الشابة في فضاء المسرح وفي اواخر عام 1992 انتقلت الى جامعة البصرة بكلية الفنون الجميلة وتشرفت بأن اكون اول رئيس قسم للفنون المسرحية فيها وعليه فقد تأست لجنة الطلبة المرشحين للقبول في قسم الفنون المسرحية وكان من بين الفتيات المتقدمات لمياء هاشم الخرسان التي ما ان ذكرت اسمها كاملا حتى تذكرتها وتذكرت اجتهادها الاخراجي الذي شاهدته سابقا فقلت لها فورا انت مقبولة بلا اختبار منوها عن تميزها في المهرجان المذكور خلال سنوات دراستها كنت اراقب هذه الطالبة المتميزة عن كثب وتوالت ابداعاتها الى ان وفقت لأكون مشرفا على رسالتها العلمية للماجستير والتي كانت تتعلق بجماليات الاخراج في المسرح العراقي المعاصر واني لأشهد بكل موضوعية وتجرد ان بحصها ذاك كان من بين افضل ثلاث رسائل ماجستير نوقشت في كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة حتى يومنا هذا وان مسرحيتها مصرع الابداع تعد من انضج اعمال المرحومة لمياء ولو ان لمياء رحمها الله كانت بيننا لكان لها شأن كبير في فضاء الاخراج المسرحي العراقي وربما العربي واربما ابعد من ذلك .
مشهد من مسرحية مصرع الشهادة
من أداء علياء عبدالجبار وماهر عبدالأمير

تم بعد ذلك تقديم مشهد من مسرحية مصرع الابطال من قبل علياء عبدالجبار وماهر عبدالامير وكانا من ضمن الممثلين في المسرحية عند عرضها تحدثت بعد ذلك (علياء) بقولها لقد استلهمت المرحومة المخرجة لمياء واقعة الطف بشكل موضوعي مميز عبر العديد من الرؤى المغايرة للنمطية التجسيدية لملحمة الطف الخالدة عبر انتاج عرض مسرحي تواصلي متمثلا بالوقائع وترميزاتها التي تبرر قواها من خلال الانساق الفكرية والتعبيرية واللغوية ... فيما اشار ماهر عبدالأمير الى اننا جميعا نعرف ان المسرح هو واجهة مهمة للمجتمع ا وان المسرح هو مرآة المجتمع وان مسرحية مصرع الابداع التي نتدوال روائعها الاخراجية الان ونستذكر ابداع مخرجتنا الراحلة لمياء هو دليل تميز هذه المسرحية واثرها في النفوس من خلال التجربة الذكية للمخرجة لمياء وهي تجربة غنية جدا تعلمنا منها الكثير .
ضرورة العمل على منح شهادة الدكتوراه
للمرحومة لمياء ويصادق عليها الاساتذة الكبار

اعقبهما الاستاذ الدكتور عباس الجميلي بقوله عندما كنا طلابا كان الاساتذة الرواد الكبار يقولون لنا يجب ان تكون لدى الطالبة بصمة يتخصص بها ويجب أن يأتي بشيء جديد وهكذا كان الشباب يتسابقون ليكونوا بمستوى هذا القول المهم من اساتذة كبار وكانت لمياء الخرسان جدية وبكل ماتحمل الكلمة من معنى وكان لديها اروع انواع الوعي وكانت تنتقي بصمت وهادئة ومبتسمة على الدوام ومتألقة في جوانب تخصصها ويعرف ذلك الجميع وبما انها قبلت لدراسة الدكتوراه ولكنها توفيت رحمها الله فحري بنا ان نعمل على منحها الدكتوراه ويصادق عليها الاساتذة الكبار الذين يعرفون انها تستحق ذلك وهذا بعض الوفاء لأبداع لمياء .
ابدعت المخرجة لمياء في التعامل
مع كربلاء الحسين بشكل مميز جدا

اما الدكتور معيبد خلف فقد قال : لقد وجدنا في قضية الامام الحسين عليه السلام في فكره وعظمته ورسالته الانسانية وبطولته واستشهاده حقائق عظيمة جدا علينا ان نوظفها كمسرحيين وقد ابدعت المخرجة لمياء رحمها الله في التعامل مع كربلاء الحسين بشكل مميز جدا عبر مسرحيتها مصرع الابداع وهناك الكثير ممن اجادوا في هذا المجال لأن الفكر الحسيني والمبادئ الحسينية تفتح امامنا دائما آفالقا رحبة ودروسا عظيمة دائما .
هي مبدعة كبيرة غادرتنا

وفي حديثه خلال الجلسة قال البروفسور عبدالكريم عبود المبارك مدير المركز الثقافي في جامعة البصرة : لقد جمعتنا لمياء ولها في قلوبنا نبض كبير لمعاني الاخوة والمحبة والطيبة والابداع وهي مبدعة كبيرة غادرتنا دون ارادتنا ودون ارادتنا لكنها ارادة الله سبحانه وتعالى ولو كانت رحمها الله موجودة بيننا الان لكان لها فعلها الابداعي في مشروع المسرح والمدينة الذي يتبناه مركزنا الثقافي فالمشروع يحتاج الى لمياء والى علياء والى منتهى وغيرهن.
.
هكذا تتجدد الرويا الابداعية
وتحدثت ايضا الاستاذة زينب نوري قائلة : تسعى نصوص المسرح الحسيني نحو اثبات الذات الانسانية والحرص على التأسيس المعرفي لهما من التطلع الراسخ نحو المستقبل ورفض الظلم والسعي الى العيش الكريم اذ يقدم الكاتب نصوص المسرح الحسيني خصائص الفكر الحسيني ومعالجة القضايا التي لها تماس مباشر بالفكر واستخلاص الدروس والعبر بالتأثيرات الفاعلة والايجابية بلغة عصرية مع احترام الوثيقة التاريخية لربط الماضي بالحاضر بأسلوب انتقائي يخدم الرؤيا الابداعية وهذا يتطاب منه ان يكون على درجة عالية من الثقافة والاطلاع على الوثيقة التاريخية .
كانت لمياء على الدوام مفعمة بالحيوية
اما الاستاذة نجاة حميد فقد قالت في مداخلتها : لقد عايشت السيدة الفاضلة المرحومة لمياء الخرسان حيث التقيتها كزميلة تسبقني بمرحلة دراسية ومع مرور الايام اصبحت من الصديقات المقربات لي وان هذه الانسانة الجميلة بكل تفاصيلها لاتبخل على احد بالمشورة او الاستشارة وكانت الابتسامة لاتفارقها وكانت على الدوام مفعمة بالحيوية قد اشتركنا معا في بعض الاعمال المسرحية وقد كنت محظوظة عندما جسدت شخصية في مسرحية لغة الجبل في مشروع تخرجها وقد اتجهت رحمها الله قبل دراستها للماجستير الى نمط في الاخراج يختص بالمسرح الحسيني حصرا وانها لم تعتمد نصا ولم تكتب نصا بل اعتمدت على مايطلق عليه بالكولاج وهو مصطلح معروف في الفن التشكيلي وفي فنون اخرى اي هو الجمع بين نصوص متفرقة وبين صور متفرقة وبين الحركات وربطها ضمن ايقاع معين لخلق مشهد مميز .
لمياء الخرسان شخصية رصينة جدا
وفي مداخلته قال الاستاذ الدكتور عبدالستار عبد ثابت: الحديث عن السيدة الفاضلة لمياء الخرسان رحمها الله حديث مهم تختلط فيه الكثر من الآلام والمسرات ايضا والرؤى والاحلام انها سيدة مبدعة من طراز خاص فقد كانت طليعية ومجددة وبشكل رائع يبعث على الفخر بها وهي بثقافتها استطاعت ان تترك بصمة كبيرة في ميدان الثقافة والاخراج المسرحي لها عين واذن حساسة ودقة في اختيار فعلها وحتى حركاتها كانت موزونة وذات شخصية رصينة جدا مع حضورها المشع وعندمت فازت بجائزة افضل مخرجة في مهرجان الشباب عام 1991 ظل اسمها محفورا في الذاكرة وتواصلت مع جماليات حبها للمسرح فقد كانت قديسة كاملة الاوصاف وابدعت بالكثر لكن روعة اخراجها لمسرحية مصرع الابداع شهادة مهمة لها بأنها تستحق منا كل الوفاء والأعجاب بشغلها الذي لاينسى وهي خسارة لاتعوض مخرجة مسرحية وحيدة مع مشاركة السيدة الدكتورة عواطف نعيم المخرجة المميزة ايضا ... والشيء الذي وددت ان اقوله هنا في يوم استذكار دور لمياء الخرسان في اخراج مسرحية مصرع الابداع بأن المرحومة لمياء قد ظهر اسمها في لائحة المقبولين في الدكتوراه في يوم وفاتها .
شكرا لمنظمي الجلسة
واخيرا فال زوج المرحومة لمياء السيد الفريق الركن عبداللطيف الخزاعي : أنا فخور جدا بأستذكاركم لأختكم وزميلتكم المرحومة لمياء فقد حضرنا من خارج البصرة أنا وأسرتها لنشارككم في هذه الجلسة التي وجدنا فيها عمق وفائكم للمرحومة لمياء التي كنت أرى فيها مشروعا مميزا للتفاعل المستمر مع قضية أبي الشهداء الأمام الحسين عليه السلام عبر اخراجها لأعمال مسرحية من أجل أن تبقى رسالة وقضية الأمام الحسين عليه السلام قضية الأنسانية بكل ماتحمل هذه القضية من عظمة ستبقى خالدة .
وفي ختام الجلسة تم توزيع قلائد وشهادات الأبداع على المشاركين في الجلسة ومنهم قصر الثقافة والفنون في البصرة وعلى الجهات التي ساندت الجلسة ومنها قناة العقيلة الفضائية وكلية الكنوز الجامعة ومؤسسة النهضة الثقافية .











Reactions

تعليقات