القائمة الرئيسية

الصفحات


غادرت العيادة وهي تضحك بصوت مرتفع لفت انتباه بعض المارة، خجلت ورددت في سرها يا له من طبيب اخرق، ذهب بما تبقى لي من تعقل.....
لم تعد يومها إلى البيت مباشرة، مرت بحلاقتها وطلبت منها انا تكوي لها شعرها وتتركه منسدلا، وغادرتها لتسير في الشارع وخصلات شعرها تنطلق مع الهواء في انسجام جميل، راق لها الأمر وكأنها طفلة صغيرة، تذكرت انها حين كانت طفلة حرمت من هكذا شعور خاصة حين كانت تصر على مرافقة والدها إلى المقهى، كانت تخفي ضفيرتها تحت ثيابها حتى تبدو كصبي، فلا ينكر رواد المقهى وجودها
في موعد الجلسة ارتدت ملابس رياضية وتركت شعرها منسدلا على كتفيها، حين وصلت العيادة وجدت رسالة من طبيبها أن الجلسة ستكون في احد الأندية، قصدت المكان لتجد الطبيب واثنين من المرضى، تبادلت معهم التحية في خجل وارتباك، لم ترفع رأسها عن كتابها تقلب صفحاته دون تركيز إلى أن التحق البقية، قام الطبيب بتعرفيهم على بعض مكتفيا بالاسماء الأولى دون خوض في خصوصياتهم..
بعد التعارف سألهم مباشرة عن كلمة معينة....
ماذا تعني لكم كلمة خيانة.......
صمت الجميع وكأنهم يرزحون تحت وطأة هذه الكلمة......
حتى أجابت هي...
الخيانة ان يسرق عمري، فرحتي، راحتي، حياتي لينعم ظالم بالحياة.....
ومن خلال اجابتها دار الحوار،كانت الأجوبة صادمة ومؤلمة اكتشف انها رقم في عدد المخدوعين، انها حالة ربما تكون اهون من غيرها، أن ما لحقها من ضرر نفسي قد لا يعد امام الضرر المادي، أمام تشتت أبناء ، أمام فرار ابنة مراهقة، امام انتحار زوجة مخدوعة..
احست انها كانت في حاجة للاستماع إلى بعض الحكايات وكأن هذه الحكايات اعادتها إلى الواقع.....
عادت اخر المساء إلى بيتها اقل نفورا، اقل توترا، ربما هانت عليها حكايتها حين انصتت لمتاعب غيرها.... اتصلت بالطبيب لتشكره على هذه الفكرة، ربما كانت في حاجة لهكذا لقاء.....
للقصة بقية
------
متابعة / سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات