القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار خاص مع الكاتبة التونسية هاجر عوري - سهام بن حمودة


حوار / سهام بن حمودة

هاجر العوري مرحبا بك هنا نلتقي بقلم مختلف قلم يضطرب دوما ليقول مالا يقال أحيانا
* هل نستقبل هاجر عوري الأستاذة أم الشاعرة أم الإنسانة؟
- لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفصل بين ذوات مختلفة لأن ذلك الفصل لا يعد إلا فصلا منهجيا شكليا ليتعدد منه التسميات أما المسمى فواحد فلا يمكن لهاجر أن تكون أستاذة أو شاعرة مالم يحيا الإنسان فيها هي تلك التي عرفتها عبر الإفتراضي ينتشي قلبها للحظات سعادة الغير وتنكسر كلما تعمق جرح الآخر فيها تجدين هاجر الإنسانة تقف على ضفاف المفارقات تضحك شهقة الشفق فتسرق ألوانه وتتجمل كفراشة تتحدى عمق المدى تضعف حينا آخر فتبكي وتنعطف ذاتها على ذاتها فيتكور فيها الأسى هذه المفارقات هي التي بنت هاجر الشاعرة التي تلاحق المجاز فيعييها وتهرب منها القصيدة فيضنيها وجع المخاض وترسم بابا بالمجاز تعبر منه الي الخيال حين يضيق صدر الحقيقة فلا يدركها غير سفر بين الحرف والحرف وبين السكون والحركة هكذا هي المرأة التي سألت عنها.
* هاجر العوري قلم محشو رصاص أو فلا كلماتك تسافر بنا داخل الإنسان وكأنها تنحت الإنسان كيف تجمع الشاعرة بين اللين والشدة في نصها المختلف؟
- كيف نحيا حين يموت الإنسان فينا؟ كيف تستمر المسيرة والذي به ننهض يذوي؟ الإنسان فينا هو الوتد الذي يشدنا إلي الواقع فنخاطبه وإلى الخيال فنتماهى معه ونخلق ذاتا خلقا نرتد إليها عند السكينة والتمرد فكيف لا نقولها بلغة تتشكل حينا من صوت الريح يزأر على القمم ومن عناد نعافر به الإستكانة فنعاقر قوة كامنة فينا كانت ترزح تحت المسكوت عنه والقلم الذي يقد من رصاص يستحيل مداده وهما. ..دعي اليراع يكون رصاصة رحمة على جسد حقيقة زائلة لا محالة وفي أحيان أخرى لا يمكن أن ننحت ونؤسس ونؤثث مالم نلامس القمر ومالم ننتشي بالموسيقى تعزف لحن الحياة هو الحرف يا صديقتي ينهض من الرماد أحيانا. ..كزهرة الأوركيد. ..كتهتان مطر في مشاعر عجاف لذا لا يتشكل الإنسان فينا إلا إذا استند إلى مراوحة بين اللين والشدة وهي حركة الحياة. ..فدعي حرف ينتفض بين العمق والغمام. ..فبينهما أطول مسافات كلما تباعدت كنا وكان النص أكثر بهاء واكتناز
* أكثر المرات التي تشدنا النصوص هي تلك التي تغلفينها حزنا أو تلد من رحم الحزن؟
- فالحزن الذي لا يبنينا يا صديقتي لا يعول عليه ولعل للذاتي مني نصيب في تشكيل لوحة الحزن. ..لم تخلو نصوصي من الحديث عن الفقد والرحيل اللذان طوحا بي فألقيا بي في سراديب العتمة ففقدك لأسباب تشكل جزءا من علاقتك بالوجود تفرز بالضرورة وجعا وصوتا أقرب مايكون إلي النشيج وانا التي فقدت الأم والأب والأخ والصديقة والتلميذة كيف لا أحزن وانا التي لا يقد فؤادها إلا من التواصل والمحبة والوفاء فكل عزيز يرحل يتركك جالسة وحيدة على كوم من الخراب ينتحب كل جميل فيك لأن كل راحل يطفيء قنديلا بداخلك. ..لذلك يقتحمني الحرف في أحيان كثيرة ملغما بالدمع والفجيعة ورغم كل هذا كثيرا ما ارفع هامتي أنتظر بؤرة الضوء
* والمكان تالة سر من أسرار الإبداع أليس كذلك؟
- تالة مصدر إلهام بالنسبة إلي وهي التي سكنت مني الروح والمهجة. ..تعبق بتاريخها العريق على صغر رقعتها. ..كثيفة هي المعاني. ..تالة قصيدة مشتهاة شهدت بزوغي كفسيل يشرئب للحياة كانت محصنة أحلامي وانا لم افارقها إلا لأعود إليها شيء كالسحر هي. ..دافئة الأعطاف بأهلها. ..أسهمت من حيث لا أدري في أن أكون على ما انا عليه من قوة حينا ولين أحيانًا. ..دثرتني بحنو غريب فلم أرم لي فطاما عنها. ..استلهمت منها المثير فكانت الحاضرة بالقوة والفعل في جوف ما أكتب. ..لا أكتب خارج الجدور والأصل وتالة عمقي وأصلي وامتدادي
* إمرأة أخرى تشبهك. .ترى من تكون؟
- تشبهني إمرأة حاكها الخيال ترقص بين الآتي وأمسها تمسك بتلابيب الذكرى فتجهش بالحياة حينا وتأخذها سكرة البياض تدك الأرض فتبلط أرصفة التمني وتكتب إسم الحلم على زجاج نافذتها إثر زخات. .وحينا آخر تهاجر فتستقر على تلة الوحدة تسافر دون جواز سفر. ..دون هدي الخطى. ..هو سفر كالتيه محشو بمجامير البحث وطقوس الرحلة
* لم يكتمل القصيد بعد. ..فما أنت فاعلة؟
- لو اكتملت القصيد لا اغتيلت رحلة البحث. .القصيدة مخاتلة للمجاز. ...لهاث وراء المعاني لا يستكين. ..سباق اللغة والمقصد من جهة أخرى القصيدة سراب لا يروي غله فيظل المداد يعافر جفاف حلق الكلام واذا ما ارتوى نام دون صحوة. ..إذا اكتملت القصيدة ارتخت الأنامل وخدر الحرف. ..لذلك أسعد بهذا اللهاث وراءها فلا تدمى قدماي بحصى عنادها ولا يضنيني وجع مخاضها بل ارفع اذرع الرجوات حتى تظل جنينا يقتات مني وأسعد به. ..القصيدة محفز البحث والإنتظار وبهما تحيا امرأة مثلي
* لم نتحدث عن الأدب النسوي فما تقولين؟
- الأدب النسوي اكسير الحياة بات يضخ البقاء في الساحة الأدبية. ..كثيرات هن المبدعات وكثيرات هن الجريئات اللاتي صرخن بالمسكوت عنه حين كان يضيق الخناق على المرأة وهي تعبر وتغير وتبني وتنقد. ..قلم المرأة سيف بتار بات يعول عليه في حروب الكلام فيغنم ونسعد
* هاجر العوري متى نقرأ إصداراتك؟
- صدقا لا أدري. ..فالنص الجدير بالنشر والطباعة لم يباغتني بعد. ..انتظره على مهل حتى يستوي حرفي خلقا سويا الكتابة مخاتلة وسوء نية بالحرف ومجازفة إن لم تعدي لها تقنياتها اهلكتك. .ولكنني حامل نبض.، أرى ولادته عسيرة ولكنها آتية لا محالة
* قبل الختام قولي ولو همسا كلاما للقراء؟ ؟
- تحيتي إلى كل من شده حرفي يوما تحيتي إلى من آمن بنزف مدادي اقول أفقد ملكية نصي حين يغادر ضفافي ويستقر بمرابعكم. ..فلا تأخذكم به شفقة اذا رأيتم به مواطن الوهن. ..أنتم محك الكلام أنتظر نقدكم الذي يبنيني قبل بناء النص. ..فللكلام على الكلام حكاية أخرى. .أما ماكان بهيا بين اسطري فهو هديتي ابثها لكم مع الورد ومتعة السفر
* هاجر العوري هل نلتقي؟
- سنلتقي هكذا حدثني قلبي. ..وقلبي لا يكذب سيجود علينا الزمن بقرب نتجاوز به الأزرق إلي الحقيقة والواقع وهو الإنتصار الحق بالنسبة إلي. ..لك مودتي الخالصة سيدتي الكريمة


Reactions

تعليقات