القائمة الرئيسية

الصفحات

مكان لا يشبهني - ماجدة رجب

1
رحلت ..
الى مكان لا يشبهني 
ولا أشبهه
رحلت وكتمت دموعي 
لأروي بها عطش المسافات
كانت البداية مرة 
النهار يشبه الليل في ظلمته
والريح تحمل صوت الذئاب إلى منفاي
فيسكنني خوف لم أعهده

تبددت الأحلام
وسكنت الأحزان خافقي
كان كل شئ بلا موعد 
وبلا تاريخ ميلاد
كل الأشياء المحاطة بي 
أشباح بلا رؤوس
وكأن الطير يواسيني
حين ينخر عيونها
ويشرب من دمائها
2
أذبت الصمت في كأسي
و شربته مع مرارة الوقت 
وأخذت سيجارة لأول مرة
وكأني أدرب قلبي على الاحتراق
وسكنت محجر الصبر
أبحث عن فتحة باب 
أو ثلم بباب فأنفذ الدخان بالخارج
رائحته كريهة
كرائحة الإسفلت الذائب على قلوب الرعاع
كرائحة الرماد تحت الركام
3
ولكن.....
رائحة الأبرياء من تحت التراب
تعيد لروحي السلام 
ألا تعيد السلام ؟؟؟
كيف لا وهي الفداء 
والروح لها فداء
كيف لا وهم الشهداء 
يسقون الأراضي بالدماء
كي لا يجف الغصن
حتى لو غيّبوا عنه الماء
4

أواااااه
بُتر الجناح بيد لا ترحم
وسكت الدم
تكبد الفؤاد المر والغم
نقطة ضوء واحدة تكفيني
فهل لي بنقطة ضوء
هل لي بما يدلني إلى المراجيح
وإلى ألعاب الصبا
هل لي أن أدندن أغان
عشقتها مذ طفولتي
ولو في لحظات ذهولي مع ذاتي
هل لي أن أغادر الصمت
وأرعى النسائم
وأسوقها الى البساتين
أداوي بها جروح الورد 
و أضمد بها خربشات وقت ترهّل على العيدان
هل لي أن أدرب المطر 
على التحليق بساحات الشهداء
فتبرد الأجساد وينبت الزيتون ويينع من جديد
5

هم كُثر مثلي يرحلون
يرحلون ،،،من الديار 
و من الأوطان 
يرحلون ،،،بجواز سفر أو بلا جواز
برغيف غض أو يابس
او بلا رغيف
نعم ، هم كُثر ،،،
يتكبدون عناء الغربة
وعناء الطريق البور
هم كثر،،، ولكنهم مكبلون بكل أنواع القيود

6
يرحلون
كل يوم يرحلون
وأمكنة الرحيل تتسع
ولا تتسع لهم
يرحلون بقلب يتيم
على أكتافهم جرار لا تحمل سوى أنفاس الذكريات
و بأيديهم رايات و خرائط العبور إلى منفى مكانه غريب
ولا يستسلمون....

-----
متابعة : سلام سالم
Reactions

تعليقات