القائمة الرئيسية

الصفحات

رهانات " الصورة الحكاية" بين التشكيل والتصميم في تجربة الفنانة امال المعلول - د. هالة الهذيلي بن حمودة



بقلم: د. هالة الهذيلي بن حمودة 


ان التطرق لسياقات البحث المعمّق في مجال الصورة وطابعها الحكائي يقتضي تجربة متجددة في عالم الصورة الراهن وامتثاله لتدفقات التكنولوجيا المتعددة. وفي محاولة فنية تشكيلية اتجهت الفنانة الباحثة، التونسية، امال المعلول، الى قراءة سبل العلاقة بين فن التصميم والتشكيل في منتجها الإبداعي الفني. ومن خلال معرضها الفردي الذي تم عرضه بقاعة الفنون التابعة للمعهد العالي للفنون والحرف بمدينة صفاقس، قدمت امال باقة تصويرية متنوعة التراكيب ومتجددة التشكيلات وغارقة في بحر من البوح عن تفاصيل وحكايات تتطرق مسرعة لعين المتقبل، والذي يمضي طواعية في سيل من التساؤلات. فكيف تجمع الفنانة بين الطرح البراغماتي للتصميم والسياق الجمالي في تشكيلاتها التصويرية المعروضة؟ كيف تطفوا الصورة الحكاية في رقائق من الطبقات الورقية الملونة في فضاء الأثر؟ ماذا تقصّ امال على المتلقي؟ أي متلقي لهذه الاعمال؟ اهي لوحات للطفل المتعطش للون ولترجمة الوقائع والخيال عبر صور ضاحكة ومعبرة ورمزية؟ ام ان الصور الحكاية ترتقي الى صفوف التلقي المشهدي الواعي بجماليات الفن المختزل والمعاصر؟ أي مسرحة تنسجها امال المعلول في لوحاتها القصة؟
قدمت الفنانة التونسية قراءة طريفة في طرحها وسالبة للدهشة في صفوف التلقي المشهدي فكيف ذلك؟

"العين القارئة" في اعمال امال المعلول:


ان ارتباط مجالات صناعة القصة بالتشكيل يعدّ من السياقات التي تعرف ازدهارا ثقافي في العالم العربي، وتذهب الطروحات المقدمة من امال المعلول الى توظيف التصاميم التشكيلية في اطر اللوحة الناطقة. وباعتبار تكوينها الأكاديمي في مجال التصميم امتثلت الفنانة الى الاحتياجات الملموسة في عالم الصورة وتصميماتها لعوالم من المشهدية التي تجمع بين مسرحة الصورة وصورة مسرح القصة.  تطرح المعلول صورا تشكيلية محاطة بإطار زمكاني مميّز، يحرث الذاكرة البصرية للمتلقي لتنبت الاف الحكايات التي تمرر من خلال لوحاتها المصورة. وضمن ثنائية اللون والشكل والمادة الورقية والمواد المرسكلة في مساحة العمل التشكيلي، تستعرض الباحثة قدراتها البنائية في توزيع عناصر اللوحة وشخصياتها المؤثثة لخشبة مسرحها التصويري العائم، يحدّها الإطار الخارجي للأثر.  ومن خلال تصفحنا لأروقة اللوحات المعروضة ذات الحجم الصغير والمرصفة بتسلسل ترتيبي واضح، يتفطن القارئ المشاهد الى انفتاح كل لوحة على الأخرى في علاقة تكاملية متجددة، تصبغها الأليات التكوينية المنتقاة من طرف الفنانة.



اللوحة، صندوق عجب:

تميزت لوحات الفنانة امال معلول برسمها المعلن عن فنون الاتصال البصري بين الأثر والمتلقي، في محاولة ذكية لجدب انتباهه وانغماسه طواعية في رحلة البحث عن القصة والاستفهامات المصورة والناطقة دون حروف ولا كلمات. وضمن التنويع في تقنيات القص والتجميع والتلوين والتركيب، وجدت الباحثة طريقها الى اللعبة التعبيرية الخلاّقة ضمن مهارات الفنون التشكيلية.
امتثلت البحوث التصويرية لمشهدية تعبيرية فطرية، تختزل التفاصيل التشكيلية المرسومة والملونة، بطريقة عفوية حينا وواعية حينا اخر. واعتبرت الفنانة العالم الداخلي للوحاتها عالما يعج بتفاصيل الحكايات المصورة وما بقي منها في ذاكرة الفنان، لتصنع بأثرها علبا مرآوية شفافة، انها صناديق الفرجة المسرحة.


مزجت الفنانة امال المعلول كل الوظائف التعبيرية والتاثيرية و الانتباهية في حفلتها المعلنة، حفلة الصورة الناطقة، الصورة المسرحة وصورة الطفل القابع في ذاكرتنا البصرية المستكشفة والمخفية. وسافرت هذه الأخيرة بصناديقها المصورة، الى رحلة المفاجاة والدهشة الدلالية في ابهى حلل البساطة والطرافة ، واجمعت بخبرتها التقنية كل الممكنات  لاخراج المشاهد التصويرية  على عتبة اللوحة القصة.

اعمال امال المعلول بعدسة حلمي الجربي




Reactions

تعليقات