القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار خاص مع الشاعرة المصرية منى عثمان

بويب / خاص
* من هى منى عثمان؟؟
- هى موجة حلم هاربة من أزمنة السكون.....وحصاد أبجدية لا تتقن سوى تحليق الحروف في فضاءات بكر لم يمسسها رماد النسيان
ثم هى رذاذ ضوء في غيمة بعيدة حد الشرود....قريبة حد الهطول
ولا يحتوي طوفان نبضها سوى زخات قلم على بياض السطور.

* من أين كانت الانطلاقة ومتى ؟؟
- منذ لا أذكر.....
ربما منذ تكويني في رحم الغيب شدتني الكتابة وعلقتني تعويذة نداء بين أطراف القصيد....فغدا الحرف لي وهجا ووجعا
في البدء كنت أزهو بكوني على ذمة القلم ومن أسرى الكـلم.....
ثم مع النضج أيقنت أن القلم ألم يكبر كل يوم...وجرح يتسع ولا رتق له ولا ضماد !.

* بمن تتأثرين من الشعراء ؟؟
- قرأت للكثيرين جدا حد انني يصعب ان اعدد اسماءهم...
وفي البداية محال ان نخلو من التأثر.....
لكن مع الوقت تصير لنا شخصيتنا الخاصة ....
ونملك استقلالية الحرف فلا يتشابه وأحد....
.....وإلا كنا مجرد ظلال لأسماء أخرى
من اهم الاسماء التي أسرتني منذ تعلمت القراءة
محمود درويش، مظفر النواب، معين بسيسو وبودلير
ثم بالتاكيد كان لنزار مكانه بين هؤلاء وفارق جويدة
اضافة إلى اسماء اخرى لا يتسع الوقت لذكرها !.

* الشعر هوحالة نتلبسها نستسلم فيها للإلهام .فهل الإلهام صديقك تستدعيه وقت ماتشائين ؟؟
- الإلهام يختارنا ولا نختاره نحن...فكلنا يظن أنه من يكتب الحرف والحقيقة ان الحرف هو مايكتبنا وليس نحن....وعليه فليس من السهل ان استدعي انا الإلهام كما تقول....وإلا كان الامر مجرد حرفة أدبية لا روح فيها ولا إلهام حتى....لأننا هنا أمام صنعة
أما الحرف النابض فهو بالتأكيد يتعلق بحالة شعورية معينة سواءكان الكاتب صاحبها أو متقمصها....
وهنا ينسال الابداع بروح تنبض فوق السطور....
وتغدو الحروف شخوصا تتحرك ومشهدا يرتسم امام القاريء فيتعايش معه كجزء لا ينفصم عنه ....
أما الحروف الصماء لمن يحترفون الكتابة لا تشبع روحا مفعمة بالاحاسيس
بالتالي....الالهام هو من يستدعيني متى شاء ولست أنا.

* لو عاد بكِ الزمن....ما الشيء الذي تحاولين تغييره ؟؟
- لو عاد الزمن لتمنيت ألا أخوض الكتابة بأي حال من الأحوال.....
الكتابة وجع قلب وإرهاق روح لا تهدأ أبدا
نحن أسرى في قبضة القلم...ووالله القلم ألم
مازلت اتمنى أن يطلقني من براثن اسره....
وكان دعائي في الحرم أن أكف عن الكتابة...ويبدو أنني لم اكن مخلصة في الدعوة...ولذا انا للآن أسيرة القلم !!
أيضا كنت سأكون أكثر تمسكا بقرار العمل في الصحافة الذي بدأته ولم أستمر فيه بعد زواجي.....
تلك أكثر الامنيات التي ندمت أني تخليت عنها !!.

* هل كان للفيس بوك من تأثير على نشر نتاجك واتساع الرقعة الإعلامية ل منى عثمان ؟؟
- بالتأكيد هذا الفضاء الأزرق كان متنفسا كبيرا لحروفنا وسفيرا بيننا وبين القاريء في كل بقاع الارض تقريبا....
فالانفتاح الثقافة على بلاد اخرى والنشر الألكتروني في دول عربية واوربية ايضا كان بمثابة جواز مرور لكلماتنا الى آفاق واسعة.....
خاصة أن الاعلام يغبن حق الكثيرين على حساب اكوام من القش الهش...
العِوض هنا......
......هنا اثراء للحرف بالمتابعة والنقد البناء والانتشار
ورغم سلبيات هذا الأزرق الا ان وصل الجسور بيننا وبين قراء من بلاد شتى هى أفضل الإيجابيات التي لا يمكننا إنكارها...
وهى أيضا أضاءة كبيرة على حرف عانينا في مخاضه....
وجميل الا يذهب جهدنا سدى دون متلقي يدرك ويعي قيمة الحرف !!.

* من هم قرائك الاكثر، الإناث ام الذكور ؟؟
- لدي قراء ومتابعين من الجنسين....وهذا فضل الله علي
لكني أسعد جدا حين اجد كما هائلا من النساء يتابعنني ويرسلن لي او يعلقن أنني عبرت بحرفي عن احاسيسهن التي عجزن أن يعبرن عنها.....أشعر أنه وسام بعد عناء كبير
وبشكل عام فانا افخر بمتابعة الاناث والرجال لحرفي....
هم يمنحونني شهادة الجودة بتلك المتابعة والاراء !!.

* هل وصلتي لمرحلة الطموح ؟؟
- الطموح لا سقف له.....
ومن يعتقد أنه حقق كل طموحه الأدبي فقد أفلس فكريا وإبداعيا.....
كل يوم لنا حلما جديدا وأمنية تولد مع كل شهيق.....
الحياة ياصديقي تنتهي حين نكف عن الحلم والطموح !!.

* أمنية لم تتحقق لكِ كشاعرة ؟؟
- أن نجد متسعا في الاعلام لجهد يستحق ....
وأن يسمح لنا اللوبي الأدبي بالتواجد بينهم ولا يغلقوا الدائرة على عدة اسماء مستهلكة لا جديد فيها
أيضا أن نجد دور النشر التي تتعامل بالمنطق ولاتنظر للحرف كسلعة يتربحون منها على حساب الكاتب
ثم العمل بالصحافة الذي مازلت أندم على تركي له !!.

* واخيرا بماذا تختمين هذا الحوار ؟؟
- أقول أننا رغم كل شيء محظوظون لأننا وإن كنا حُرمنا التواجد الورقي والإعلامي فقد حظينا بتواجدنا عبر فضاء واسع
ونشر الكتروني سمح لحرفنا أن يحلق أكثر منا بأجنحة من ضياء
ثم تواجدكم أنتم من تصنعون تلك الجسور بيننا وبين القاريء ليعرف من نحن ويتعرف على حرفنا
شكرا تليق بكم وبجهدكم الراقي في نشر الكلمة !!
و شكر خاص لك سيد سعدون التميمي لحسن ضيافتكم ورقي محاورتكم
لكم كل التقدير وخالص التحايا
قصيدة تختمي بها الحوار !.


ذكرى وهج
________
مر وقت.......
كنت أنتظر الصباح لتشرق أنت.......
أتلمس الندى في صبح عينك.......
وأرى الشمس لؤلؤة في كفك......
وأكوم وجعي وأركله......
.....لحظة ان يثقبني همسك
مر وقت......
كنت أغُصّ بلحظة لا تأتي بك......
أنازع روحي إن لم أحظ بحرف منك.......
أترقب فضاء يحمل زاجلك.......
وانكفئ على ليلي أناشد فجرا يحملك إلي.......
وكنت أنت......
......غابة الجليد التي لا تثمر
كنت مواسم جدبي.......
وريح السموم التي قتلت النرجس في روضي........
.......واستباحات السوسنة
مر وقت.......
على آخر مرة اتسمت بالموت في غيابك.......
على آخر ساعة كان الأسود أشواكا تترى في عمقي.......
فقط......لأنك غاضب
أو.....لأنك نهب غيرتك تتقلى
أو.....لأنك سيد لحظتي التي لا أحظى بها
لأنك أناي التي صارت إليك .......
وأنا الطريدة على باب قلب يحملك.......
على أعتاب روح تأويك دوني........
مر وقت.......
.......على آخر وقت كنت جنوني
كنت رحيلي في مدن التيه......
.......ومقايضتي بالشتات
مايدهشني......كيف كنت أراك
كيف كنت قيدي المحبب وانسلاخي مني إليك......
كيف كنت شغفي وضياعي ورجفات لهفتي.......
ثم كيف الآن صرت ظلا لا روح فيه.......
......وغدت همساتك طيوفا مطفأة
وثقلا لم أعد أحتمله.......
أتعجب......من تلك التي كنتها يوما
تلك التي منحتك زهوك .......
وأي جنون كبلني بوجهك.......
وجهك......ذاك الذي كان ارتباكي وشتاتي
وحيلتك التي تخرجها من جراب المسافة......
حين تشتهى مواقيت الزلزلة......
وحدها عيناك كفيلة باشتعالي.......
الآن غدت غربتي......
وغدوت أنت...... صدى لحن صدأ
وذكرى لوهج.....لم يلبث أن ينطفئ !!!
Reactions

تعليقات