القائمة الرئيسية

الصفحات

سمير الليل
حدثني الليل ، و أنا من لا يسامره إلا الظلام ، قال :
أنا أنيس الوحيدين ، الذين لا أنيس لهم ، أنا الهدوء التام و الظلمة المولدة لتدافع المشاعر .. أنا الصمت الباث لروح الحقيقة في أفئدة الشعراء .. أنا الليل سكينة العالم ، و هرب الأرواح المتناجية.. أنا الليل ثقب أسود يلتهم حكايات العاشقين ..
قلت : يا ليل الصب متى غده ؟
قال : سيأتي الموعد ، و ستتركني لفراش الليل الباحث عن فوانيس ليحترق بها.. ستتركني لوحدتي و أنا من كان يؤنس خاصتك.. ستذهب لتتلذذ كلمات الحب ، و تستمع لأنفاس الحبيبة و تغادرني..
قلت : يا ليل ، تعال لنشرب نخب سمرنا ، و لنجدد عهدنا ، أنا صديقك الأبدي ، أنا حبيب ظلمتك القاتمة ، أنا من لا أنيس له إلاك يا ليل كل الفصول.
سأكتبك يا صديقي على لوحات خالدة ، و أصورك في نصوص منمقة حتى يحب الجميع سمرك و سهرك.
أيها الصديق كم مرة حادثتك فيتردد الصدى و تصفى الكلمات لتنسج لي منها نصا ماتعا. كم مرة أحسدك على هدوئك لأن أفكاري تغلي كمرجل قديم .كم مرة أغار من القمر لأنه يدغدغك و يقتل ظلمتك بابتسامته المنيرة . كم مرة غمزت السحب لتنسج رداء أسود يحجب النجوم كي لا أشعر بالوجد.. كم مرة نمت مغتاظا لأنك بقيت منهمكا تطارد الغيمات و تزيحها لتلعب الغميضة مع القمر.
أيها الصديق الوفي للشعراء و الكتاب ، أيها الصديق المخلص لكل وحيد يبث لك وحدته ، أيها الرفيق في كل الليالي ، أنا أحبك.
______________________________________________
بلال عرباوي 2019/04/11
Reactions

تعليقات