القائمة الرئيسية

الصفحات


انصرف و الغضب يعصف به ..
و بقيت هي تحدق في الفراغ و الألم يمزقها ..
و تساءلت إن كانت أحبته كمسيحية مولهة
يصفعها على خدها الأيمن
فتدير له خدها الأيسر ببساطة ..
أ هذا حب أم إيمان ؟؟
لم لا تستطيع أن تترك تعاليم الكهنة جانبا
لتثأر منه لكرامتها يوما ..
لكنها كانت تتمسّـك به دون أن تُـمسك به ..
تتبع خطواته بحذر من بعيد ..
ترقب تنفسه في الليل لتطمئن عليه ..
تحاول أن تكون غير مرئية له ..
لكن كظله لا يبارحه ..
و تخشى التفاته على حين غرّة ..
سيراها .. و سيتهمها ..
و غاضبا كعادته، سيصفعها بكلماته المرة ..
و سوف تدير له خدها الأيسر، كعادتها
ليواصل صفعها ..
و ربما قدمت له سوطا من المرارة
ليجلدها به ..
تحدّق في القاع مرارا و تكرارا و هي تنزوي
تحت جدار الشوق الذي يكاد ينقض فوق بركة دمعها ..
فيختلط تراب الحنين بقسوة الملح ..
و تعجن بيديها مأساتها ..
و تُملّس منه طينا يتلوّى ألما بين يديها ..
ثم تصنع له صنما تقدّس له صبحا و مساء ..
نعم تصنع إلهها بيديها ثم تختار بملء حرّيتها
أن تصبح له عبدة ..
تحاول أن تنفخ فيه من روحها
عساه يحس بها ..
لكن متى كان الصنم ذا إحساس؟؟
هيهات .. هيهات ..
لكنها كانت مؤمنة جدا بربوبيته عليها ..
كانت تخاف غضبه..
و تتحاشى مقته و سخطه ..
لذلك كانت كلّ ليلة تقدم له نفسها قربانا ..
كانت تذبح له شياه الطاعة ..
و ترقص تحت قدميه الحجريتين
و هي تلجّ بالدعاء ..
عله يكون ربا رحوما عطوفا كريما ..
و لكن عينيه لم ترمشا..
و لم تتحرك شفتا الصخر و لو بهمسة ثناء ..
و لم تمتدّ ذراعاه لتلملم تبعثرها
و لتضم أوجاعها ..
لقد نسيت ..
نعم ، نسيت أنها هي من صنع الطاغية ..
كذبت كذبة و صدّقتها ..
كوني خانعة و سوف يعرف قيمتك ..
هكذا كذبت على نفسها ..
فكانت خانعة، مطيعة بإذلال ..
و حنت رقبتها لجبروته ..
و لكن و لكن و لكن ..
عندما أرادت أن ترفع هامتها من جديد لم تستطع ..
فقد صنع من ظهرها المنهك طاولة يلعب عليها الورق
و هو يحتسي الشاي الذي صنعته له من أوراق عمرها ..
عندما خنقها الأنين و حفرت الزفرات خنادق موت في صدرها ..
سألته العفو عن خطئها ،،، الذي لم ترتكبه
و لكنها اعترفت به ..
فلا يمكن أن يكون الإله الذي صنعته بيديها
كاذبا أو متحاملا ..
طلبت مغفرته و صفحه ..
فلا يمكن أن يكون الإله الذي صنعته بيديها
قادرا على ظلم عبيده ..
لا بد أن الخطأ كامن فيها هي ..
لا بد أنها لم تفهم تعاليم شريعته ..
لا بد أنها أذنبت و هي تصلي
لعينيه التين كانتا مسافرتين في سماء أخرى ..
ترى كيف هن حوريات السماء الأخرى؟؟
هل تشققت أياديهن و هن تصنعن له المثاريد قربانا ..
هل غارت أعينهن و هنّ تسهرن على جذوة ناره كي لا تنطفئ..
هل تفتت قلوبهن بانتظار حب لا يأتي ؟؟
هل تهاوت جباههن على سجادة الأحلام الواهية ؟؟
ترى كيف هن ؟؟
تريد أن تعرف لتصبح مثلهن..
لتنال رضاه و حضوته ..
عساه يدخلها جنته .. و لا يتركها على الأعراف
خائفة من الوقوع في جحيم نسيانه ..
لم تفهم أبدا أنها صنعته صنما و توجته إلها ..
لم تعلم أنها جعلته جهنّمها ..
فلا جنة لمن يصنع الطغاة ..
تراها تتعلم يوما و هي تطوف به سبعا في خيالها
أن الكعبة ما عادت محاطة بالأصنام ..
أفيقي .. أفيقي ..
و حطمي صنمك ..
و أسلمي لحريتك ..
ارفعي رأسك ..
اكسري قيدك ..
اعتقي نفسك ..
فلست لعبة بيد السلطان ..
و لست ورقة توت الشيطان ..
أنتِ .. أنتِ وحدكِ سيدة نفسكِ ..
كوني امرأة حرة ..
فأنتِ وحدكِ من تصنعين جنتكِ .. 
Reactions

تعليقات