القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار مع رئيسة منظمة (المبادرة للشباب) الناشطة المدنية والصحفية حمدية جبر

حاورها: سعدون التميمي

قال احد الفلاسفة "مادامت هناك حياة هناك أمل لدى المرأة" ، فالمرأة الناجحة هي التي تستطيع ان تقف امام التحديات مهما كان حجمها وان تربح الرهان مع الزمن.
حمدية جبر امراة ناجحة قد خطت خطوات طويلة ومهمة في المجتمع ولم تكتفي بالوظائف التقليدية العادية بل انها مثابرة تنظر للمستقبل وتتخطى جميع العقبات التي تواجهها.
ولدت في بغداد 1/7/1967 عملت كناشطة مدنية منذ العاشرة من عمرها ، عشقت التصوير فلونت الحياة بالوان الطيف السماوي ، وعملت ضمن النشاطات المدرسية ، ثم اكملت دراستها الاعدادية ليداهمها العمر فتصبح زوجة وتغادر الكثير من طموحاتها وتترك احلامها الوردية من اجل اسعاد بيتها .
شقت طريقها بين صخور الحياة بمسؤولية وتطلعت للوصول الى النجاح والقمة والتميز، ، فهي اليوم تقف في مرحلة مهمة تطلع الى الوراء الى ما قطعته وحصدته من انجازات، فهي اليوم تؤمن ان المسؤولية الأكبر هي تربية أولادها ودعمهم حتى النجاح، ومن جانب اخر تؤمن بأن المرأة يجب ان تكون شريكة في صنع القرار مثلما هي شريكة في خلق الحياة .
كان لنا هذا الحوار الذي لاتنقصه الصراحة وذلك من اجل تسليط الضوء على مسيرتها الابداعية ، فحوارنا معها انقسم الى قسمين ، الاول كناشطة مدنية والثاني كصحفية عراقية مميزة .
• وراء كل رجل مبدع امراة ، انتِ عكستي النظرية فمن كان وراؤكِ كمبدعة ؟
- ابي رحمه الله .
• حضورك ملحوظ كناشطة مدنية ، متى بدأتي المشوار؟
- في العاشرة من عمري نمت بداخلي امور كثيرة / اولا علمني ابي الصلاة وكنت ومازلت احبها / ثانيا ادخلني اخي لتنظيم الطلائع والفتوة في ذاك الوقت فكنت نشطة جدا واحب ان اتعلم كل شيء / ثالتا كنت كل يوم اخرج للمدرسة وبطريقي اشتري جريدة الثورة لكي اقراء مقطوعة في اعلى الجريدة (مؤتمر القطر السابع او التاسع او الثامن لا اذكر تماما ولكني كنت اتباها كوني اجيد القراءة في ذاك الوقت عكس كثير من اقراني .وكبر معي نشاطي ونعكس على عائلتي فعندما غادرنا ابي عام 1979 لم اتخلى عن امي وكنت في عمر 11 سنة كنت صديقتها وابنتها وكانت تعتمد علي في تربية اخوتي واخواتي وامور البيت والحمد لله.
• ماهي المنظمات التي عملتي بها او ترأستيها ؟
- قبل التغيير كنت ناشطة مدنية مساندة المعوقين ودعمهم معنويا بانهم تنوع بشري اما معوقي الحرب فكنت ادربهم على الخياطة وكيفية التعامل والمطالبة بحقوقهم من خلال الاتحاد العام لنساء العراق مع انني غير منتسبة ولكني معروف عني احب المساعدة .
هذا اهلني بعد التغيير ان اكون اول من ساند اختي وزوجها رحمه الله بان التزم معهم في ادارة جمعية النساء المعاقات في العراق / ديالى . وبعد ان تم استهدافنا بشكل مرعب في 2006( قتل زوجي واخوه رئيس الجمعية( مهدي صالح ) وتفجير بيوتنا وتهجيرنا لبغداد ) لم اتوقف بل استمريت في تحقيق رسالتي الانسانية وعملت رصد في هيئة حقوق الانسان في المجتمع المدني التي يتراسها اخي وصديقي الاستاذ صلاح بوشي , طبعا كنت موظفة قي دائرة الفنون الموسيقية ، بعدها اسسنا تجمع المعوقين العراقيين براسة الاستاذ توفيق الخفاجي ، واسسنا تجمع كلنا عراق براسة الدكتورة سهى العزاوي
واسسنا شبكة السلام العراقية مع خيرة الاساتذة والشيوخ والاعلاميين في العراق وكنت الناطق الاعلامي ورئيس تحرير جريدتها ، كنت عضو في كثير من المنظمات الغير حكومية كمساندة او مستشارة لهم .
ولانني كنت رصد لم اسلم من العابثين فقد تعرضت للتهديد في باب دار ابي رحمه الله فهجرت مرتا اخرى لاربيل وفي اربيل اكملت مسيرتي مع اخوتي الاكراد والعرب المهجرين من كل محافظات العراق المنكوبة وصرت على مقربة من الاخوة المسيحيين والايزيديين , وبعد الازمة الاخيرة في وصولنا لمرحلة التقشف قررت ان اؤسس منظمة اسميتها المبادرة للشباب لانني اطمح لان اجعل الشاب العراقي متمكن حتى وان فكر في الهجرة خارج البلاد واخير انا التزم مع اخوتي الايزيديين في المطالبة بحقوقهم وتاهيلهم للرجوع لوطنهم العز والجمال رغم الدمار الذي ناله على يد عصابات داعش الارهابية .
• كيف تقيمين اداء المنظمات الغير حكومية الان هل لبت طموحات الشعب العراقي ؟
- طبعا لا لان دخول ثقافة المجتمع المدني كان خاطئا فلم يتم تاهيل الناس في العراق لهذه الثقافة فكانت تستغل من قبل الكثير وكانها تجارة فلم يتدربوا مبدئيا على معنى العمل التطوعي واصبحت تجارة ونصب ماعدى بعض المنظمات التي تعمل بشكل جاد مع احترامي لكل من يملك روح المواطنة والعمل الطوعي .
• كثرة المنظمات المدنية الان هل هي ظاهرة ايجابية ام سلبية؟
- ايجابية جدا فكثرة المنظمات تعني تنظيم المجتمع كل حسب اختصاصه وحبه للعمل للمساهمة في بناء مجتمع مؤسساتي مدني .
• اغلب المنظمات جاءت تحت مسمى خدمة الارامل والايتام والطفولة ، لكننا لم نشاهد أي خدمة على ارض الواقع لهذه الشرائح ، اطفال مشردة ايتام وارامل باعداد هائلة ؟
- ولهذا لم اوئسس منظمة تعنى بالطفولة والمراة لان واقعنا مؤلم جدا وعرفنا العشائري قاسي ودستورنا الاول ( القران فيه نصوص لم تفسر بشكل يخدم المراة ) فالمشرع ظلم المراة في مواقع كثيرة ولم ينصفها ولهذا فالمراة والطفل بحاجة الى سن قوانين لصالحهم وتفعيل اخرى للمضي في تطويرهم .
• كيف بدأت علاقتك بالتصوير ومتى ؟
- مذ كنت في العقد الاول من عمري بدات احب التصوير كان اخي الاكبر ( ابو وائل ) يحب هواية التصوير وكان يعمل على توثيق كل مناسباتنا العائلية ومع الاصدقاء وفي الشارع واثناء ممارسة الرياضة وكانه زرع بروحنا نبتة مثمرة توارثناها منه وتوارثها اولادنا منا والان كل واحد منا يتفنن بالتقاط الصور ، فعند رجوعي للوظيفة بعد التغيير , في دائرة الفنون الموسيقية وجدت ان الدائرة بحاجة الى توثيق فبدات اعيد نشاطي في التصوير ولم يقصر الاستاذ حسن الشكرجي بدعمي واعطائي الفرصة لاوثق الفنانيين والمهرجانات التي تقيمها الدائرة طبعا بصحبة المصور الكبير محمد لقمان الاخ الصديق ، وبعد دخول العراق الى ماهو عليه الان تغير توجهاتي وصرت مدافعة عن حقوق الانسان ورصدنا كثير من الانتهاكات ولكن لم اعد استطيع حمل الكامرة بشكل متخصص لكثرة المهام التي رغبت ان انجزها في بلاد الرافدين ولكن ؟؟؟هل اخذتي استحقاقك في الحياة .
• في مجال الصحافة والاعلام متى كانت البداية ؟
- في دار الحرية للطباعة اول تعيين لي . كانت الاجواء مناسبة للكتابة والاعلام والتواجد مع الفنانين والكتاب ومهرجانات بغداد في ذاك الوقت .وجريدة اشنونا في ديالى كانت اختي ام مهند الغالية تكلفي ببعض المواضيع لتنمي بي قدرة الصحافة .
• الاماكن والمؤسسات الاعلامية التي عملتي بها ؟
- عملت في دار الحرية كانت الف باء والراصد ومجلتي والمزمار وفي دائرة الفنون الموسيقة كانت مجلة القيثارة وفي دائرة العلاقات كانت ثقافتنا والنشرة الشهرية . اما في المجتمع المدني والعمل الحر فانا رئيس جريدة نحو السلام العراقية وفي اربيل مجلة صوت الاخر
وهنا وهناك كثير .
• انا شخصيا تابعت نشاطاتك الغير اعتيادية في اكثر من بيت ثقافي ببغداد ، حدثينا عن البيت الاربيلي ماذا قدمتي ؟
-لم اقصر ولم يردعني اي رادع للقيام بواجبي تجاه بلدي وابناء بلدي باي مكان فيه بقوة الله ، في البيت الثقافي وجدت مدير كان ومازال اخ وصديق وتفهم عملي ونشاطي ومنحني مطلق الحرية في العمل ولا استطيغ التحدث عن نفسي تستطيع ان تسال مدير البيت الثقافي ليجيبك هل اضاف لي البيت ام انا من اضاف للبيت اشياء .
• من من ابناؤك تحسينه امتداد لمسيرتك الابداعية ؟
- توزعت روحي بينهم فكل واحد منهم يحاول ان يحقق امنية من امنياتي الضائعة
(نادية )تكمل اكاديمية الفنون الجميلة لانني لم اكملها بسبب زواجي والحمل بها في بداية العام الدراسي فتخليت عن فكرة اكمال الجامعة
و(فادية) اكملت كلية التربية / كيمياء وتفرغت لتحسين اداؤها في الغناء لانني احب الغناء وعندما كنت في الطلائع كنت انشد مع اصدقائي ومنهم باسم العلي الذي هو اليوم مطرب معروف .
اما حبيبي (عبد الله) فهو رفيقي وصديقي ويحمل الكامرة النيكون التي اشتريتها حبا بالتصوير اصبحت له الان ملك صرف وهو فنان بالتقاط الصور والتوثيق الفوتغراقي ويحب ان يكون ضابطا في الجيش العراقي مثل ابيه ولكنني امنعه .
اما (محمد) رفيق روحي فهو بطريقه لتحقيق حلم امه وابيه وحلمه ان يكون مهندس ربي يوفقه .
• هل اخذتي استحقاقك في الحياة ؟
- انا حتى عندما ابكي اكون سعيدة لانني ابكي لشيء يستحق البكاء فلم اترك موقفا يفوتني الا واقف ولو بكلمة طيبة ولم انم وانا نادمة على شيء قمت به ودائما افتخر بنفسي وهذا سر قوتي .
• اعداء النجاح كثيرون ، من هم اعداؤك ؟
- الفاشلين فقط .
• الهوايات الاخرى التي تمارسينها ؟
- السباحة والرياضة بصورة عامة ومساعدة الاخرين واحب القراءة ولكن عيوني لاتساعدني كثيرا.
• عملتي في اكثر من مجال (الصحافة) (منظمات مجتمع مدني) ايهم اقرب الى نفسك ؟
- كنت اتمنى ان اكون صحفية بارعة لكني اخترت المنظمات لان عمل الصحافة في العراق محضور ليس حر اما المنظمات فمن خلالها اخدم ابناء بلدي .
• امنية تتمني تحقيقها ؟
- حقيقي.. ان اجد السنة والشيعة عراقيون يحبوا العراق ويتحدوا لانقاذه .. احب ان اعيش واموت في العراق بسلام ولا اضطر للهجرة خارج العراق .
• انتِ تكتبين الشعر لكن لنفسك ، هل من شيء يكون مسكاً للختام ؟
- بعيني ,, كتبت كلمات في عام 2002 في بيتي ببعقوبة ونشرها الاديب والشاعر المرحوم اديب ابو نوار رحمه الله لاعجابه بها في جريدة اشنونا .

اذكرك فاصمت ..
يتكلم قلبي ويكتب القلم
اذكرك واتيه في عالم انت فيه البداية والنهاية
في عالم يحتويك فقط
اذكرك وانام لاعيش الاحلام
استيقض فلا اجد سوى كلام على ورق
يالا حبك في قلبي يحترق فيخرج كلام على ورق .
• سؤال كنتي تتمنين طرحه عليك ؟
- سر نجاحي
اجيب / الحب .
• هل كنتِ صريحة وواقعية معنا في الحوار ؟
- جدا .
• كلمة اخيرة
-لكل صناع القرار .. كونوا قادة واتخذوا القرارات

لاتقفوا خوفا من المسؤولية .. اذا تخافوا تنحوا ودعونا نتكلم باعمالنا

ولكل الشباب . انتم الطاقة التي لاتنضب فحرقوها لتشغيل الات لبناء البلاد لا لحرقها .


Reactions

تعليقات