القائمة الرئيسية

الصفحات


وطني ،أ يا تونس الخضراء
أحببتك ،نعم أحببتك أيتها الحسناء
أحببتك أ يا معذبتي السمراء
حينما كنت تلك التربة العذراء
حينما كنت تلك الأرض الفيحاء
حينما كنت مثالاً للقوة و الصمود و البهاء
باستقلالك ذاك دمرت الأعداء
و رسم تاريخك بدم الشهداء 
كنا و كنت شعلة نارٍ و ضياء
نارٌ تلتهم الجهل و الرجعية و الخواء
كان لي فخرٌ أن أكون تونسية الدماء 
حضارةً ،أصالةً ،كنت الاستثناء 
قلبي ،روحي ،حياتي كانت لك فداء
بوجهٍ باسمٍ أضحي لأجلك يا حسناء
كنت ،يا حبيبتي ،البلسم لكل داء
كنت أرى فيك الحب العذري و النقاء
أحببتك ،نعم أحببتك ،حتى أصابني العياء
و أنا أراك تتغيرين يا تونس الخضراء
حمراء صرت و من ثم سوداء
تنزفين و تتمرغين في الوحل و الدماء
أحقاً ،انكسرت يا ذات الكبرياء 
بربك ، أهزمتك الغوغاء
منظر رهيب يقطع الأحشاء 
حزن غريب يشتاح الوجدان و الأعضاء 
لم أستطع أن أتظاهر كوني صماء 
أمام صراخك وعويلك صرت أنا أشلاء 
آه ،فسادٌ و خيانةٌ و غدرٌ يا للبأساء
تحالفت عليك الخونة و الغوغاء
رعاعٌ ،ظننت أنهم عليك أحن الأبناء 
رعاعٌ ،كنت لهم أنت نعم الأباء
كانوا لك الشموخ و الأنفة و أسياد الوفاء
فتبين أنهم خونة وأسياد الدهاء 
و الغدر أشد ايلاماً إن كان من الأحباء 
عنفوك و إغتصبوك بلا أدنى حياء 
غرسوا في جنانك الكره و الحقد و البغضاء
شوهوك يا جميلتي، آه و ألف آه يا عذراء 
أطاحوا بتعليمك و صحتك فصرت أرملةً بلهاء
اغتالوا حروفك حرفاً حرفاً من الألف إلى الياء 
لا رضيع سلم و لا شباب و لا عجزة كلّ سواء ....
لا المواطن و لا الإنسان سلم من هذا البلاء
إنسان ...إضمحل وكان مصيره الإختفاء 
في بلدٍ لا صوت يعلو فوق العواء 
الفقير و المظلوم و المريض كلهم سجناء 
صرنا مجرد جثثٍ يقال عنها أحياء
أ يا حبيبتي ...أين أنت يا حسناء 
أ حقاً صرنا على بعضنا غرباء 
لم أعهدك هكذا ،يا إلاهي ما هذا الجفاء
يا حبيبتي ،حالك يقتلني و يرميني للضباع غداء
لا تفعلي بي هذا ،مني لك رجاء 
سأحارب لأجلك يا معذبتي السمراء 
و ماذا لو خانوك ، و صاروا لك ألد الأعداء
مازلت ها هنا بقلبي و عقلي و كل الأعضاء 
لن أنساك لا ، لن أنسى حبك و العطاء 
فيك ذقت أول مرة طعم الخبز و الملح و الماء و الهواء
فيك ولدت ، أحببت و تعلمت قواعد الرسم و الإملاء 
فكيف أنسى ، كيف لا أكون بهذا الوفاء 
سأحبك و أحبك ، و حب سواك غباء
سأكون لك جنداً يحرس الأرجاء 
سأحارب بحبي و عقلي و لن أكون من الجبناء 
سأصلح ما بتر منك من أعضاء 
و إن تعبت سأتوجه لله الخالق بالدعاء
و لكن أبداً أبداً ،لن أسمح لحبيبتي تونس بالفناء


Reactions

تعليقات