القائمة الرئيسية

الصفحات

فصل من الحديقة السرية - رشيد الفطناسي

كنت احسب انك تذكرتني تذكرت كل الذي بيننا،وأنا افتح دفاتري القديمة،شيء من الأمس المتلاشي يحط برجليه المجنحتان كطائر اوطي الهة الغواية ،بلمسة خفيفة اعاد توزيع فوضى القلب من جديد،وانت تبدو كقطرات العطر المتبقي بانية متجمدا يبدو او يكاد،في ذالك الركن من مقهي لا سيران كنا واقفين وكان الشارع مبللا بما ء المطر،حيث لازال يسيل متساقاطا عبر المزاريب نحو احواض الحديقة الجانبية،في الداخل عبق رائحة القهوة وضباب دخان السجائر الملتصق بالبلور،لم تكن لدينا رغبة انذاك في مشاهدة المارة،كان وقع الاحذية يمزق حديثنا ،وكان نبض القلب مستسلما للموسيقى.فقط اصابعنا كانت تختلس الدفء، حدثتك عن رواية روبرت موزيل الانسان بلا مواصفات،انتقيت لك منها بعض المقاطع،الرواية تاتي في تقاطع فلسفي مثير مع درس المنطق روسل وفيتغنشتاسن ،كان للحواس مكانها المفضل بعيدا عن إلا ستهام والتجريد،حتى عيناك خلت انهما مكان اللامكان فإذا بي سجين تلك الزرقة التي تميل إلى الرمادي شعرك البني المنتظم بعناية مع المطر والريح،شفاهك تحمل هي ايضا تناغما عجيبا بين لفيف السيجارة،والكلمات النادرة المنسابة بعدم اكتراث متعمد، لم نكن وقتها ندرك أن القدر يختارنا بعناية لمواعده النسيان والذكرى،حتى الصدفة النادرة التي جمعتني بك خلتها قدرا كنا نقرا نفس،الكتاب ونفس القصيدة نشرب من نفس الكأس ونتقاسم السيجار نفسه، اليوم تاتي فجاة لتعبق مرة اخرى،وتصرخ ببهجة الاقمار. القلب المتعب بالنبض ينادي .وانت كما لم تكن انت متحولا لا تهدا، في السنوات التي مرت تعلمت ألفقدان وتدربت على الخسارة بما يكفي ،وفي،نفس الوقت شعرت بلذة العثور والاكتشاف، رشيد الفطناسي.فصل من الحديقة السرية
Reactions

تعليقات