القائمة الرئيسية

الصفحات

خيوط ( الجزء الثاني والأخير) أقصوصة - منير الجابري


الجزء الثاني والأخير من أقصوصة : خيوط 


فتحت باب السيارة وجرت في كل آتجاه ٠ غير مهتمة بصديقها ٠ تلاشت لحظات الحلم والإنسجام التي عاشتها ٠ أدار محرك السيارة وظل يتابعها ٠إستقرت على حافة الشاطىء ٠ بقيت تتأمل أمواجه المتصارعة ٠دون حركة في صمت غريب ٠ كانت نظراتها متجهة صوب الأمواج ٠ تحمل كل معاني الاسف واللوعة ٠ وربما أشياء أخري ٠مسحت دموعها وصعدت السيارة ٠ اتجها الى العيادة ٠نظرت الى صديقها وقالت
- لا أجد كلاما أقوله ؛ الخبر فاجأني ٠ إني بدأت أري غربانا تحلق في سماءنا ٠٠٠
- لا تخافي لقد دقت ساعة فك طلاسم بابلو الغريب ؟!!
ما إن وصلا العيادة ؛ حتي إعترض سبيلهما صديق والدها الدكتور ماكس ٠ فصبا عليه وابلا من الأسئلة ٠ لكنه أجاب بآقتضاب - حالته حرجة جدا !!!
تركاه وذهب الى موقع الحادثة ٠ أخبرهم مساعد بابلو ٠ أن الحادث كان نتيجة عطل مدبر في السيارة ٠ بفعل فاعل ٠٠٠
في مساء ذلك اليوم ٠ عادت مارتين مع صديقها الى" الفيلا"٠
جلسا في" الفيراندا "٠فجأة طرق الباب ٠ اسرعت وفتحت ٠
وجدت رجلا يحمل حقيبة صغيرة ٠ويتطلع من وراء زجاج نظارته الغليظة ؛ الى بركة المياه التي تتوسط الحديقة ٠ عرض عليها مبلغ مالي ٠حتي تمكنه من الكيس ٠ وبدون تفكير أطردته ٠ لكنه عاد بعد ساعة صحبة مجموعة من الرجال وقتلوا سكان " الفيلا" ٠ إلا أنه صدم حين لم يجد الكيس ٠لم يبقي أمامه إلا أن ينصرف بسرعة ٠٠
تسللت مارتين مع صديقها من خلال ممر سري وهربا ٠
ذهبا الى إحدي الشقق التي كانت على ملك صديقها ٠
جلسا غي" الصالة"٠ وتناولا الملفات لدمجها في قرص ٠شعرت مارتين بالنعاس فآستسلمت للنوم ٠ أمضي صديقها الليل لكه في إدماج الوثائق ٠ثم أحرق كل الاوراق ٠
وفي صباح اليوم التالي غادر الشقة ٠وترك ورقة كتب عليها
- فكري في نفسك ٠ لا تغادري مكانك ٠ لأن الغربان ستلاحقك أينما ذهبت ٠٠٠
مرت الايام ثقيلة على مارتين ٠فأحست بوحدة قاتلة ٠مسكت فنجان القهوة وفتحت النافذة حتي تري العالم الخارجي ٠٠٠
جلب آنتباهها صوت عذب ينبعث من النافذة المجاورة ٠ عرضت عليها أن تجالسها ؛ علها تطرد عنها شبح الوحدة ٠
لبت طلبها بكل لطف وقدمت اليها ٠وقالت-
- هل يمكن ان أتعرف عليك ؟!
- بكل سرور ؛ قدمت الى بلادكم لاجئة ؛ غادرت وطني لأن الحرب مزقته ٠٠٠٠
- أنت تعيشين مأساة اللجوء وفراق الاحباب ٠٠٠
- نعم إني أعيش في آكتئاب حاد ٠٠٠
- لماذا ؟!!
نزلت دمعة من عينها ثم واصلت
- لقد قذفت بي في الماضي ؛ لأغرق في موجة الذكريات
التي أبت أن تمحي من مخيلتي !!!
في مساء ليلة شتوية ٠كنت في منزلنا انا وزوجي ٠كنت حامل في الأشهر الاخيرة ٠ هجموا علينا ٠ حاول زوجي حمايتي لكنهم قتلوه ٠٠٠تسربت الى الغابة المجاورة ؛ لكنهم ظلوا يقتفون أثري ٠ كنت أركض في حالة جنونية بلا بوصلة ٠٠٠
تعبت ؛ فجلست الى جذع شجرة ضخمة ؛ لأحتمي من المطر
إلا أنهم إكتشفوا مكاني وآغتصبوني بكل وحشية ٠٠٠
عشت لحظات هستيرية ٠٠٠ لاني فقدت إبني
- شيء مؤلم جدا ٠٠٠ ما أبشع الاغتصاب ٠٠٠ وما أبشع الحرب
فجأة قدم صديق مارتين وطلب منها ان تصحبه
لأن الغيوم السوداء قد بددتها خيوط الشمس ٠٠٠وجميع عناصر الشبكة وراء القضبان ٠٠٠٠




Reactions

تعليقات