القائمة الرئيسية

الصفحات

سُلّمٌ منْ سبعِ جماجمَ أوصلَني إلى السماءِ
في كفِّي النجمُ
وفي سريرِهِ الشخيرُ ..
أُحشرُ في كلِّ جمجمةٍ منْ حلقِها المبلوقِ
وأُطردُ منْ وحيدتِها العينِ
بينَ واحدةٍ وأُختِها لخُطايَ ،
مسافةٌ منْ رمادِ الطحينِ
وتنانيرُ مفتوحةُ الفكوكِ
تؤجّجها الحيّةُ ذاتُ الجمرتين :
جناحُها المشرقُ والمغربُ الآخرُ
أبترُها الشمالُ والجنوبُ رأسُها :
يزفرُ النارَ ..
الحوَّامةُ في مطرِ الأكفانِ
على لاثغٍ بالبحرِ أسقطتِ التابوتَ
إلى فردوسِها أهبطُ بالكالبتوسِ
لا خمرةٌ في السواقي
ولا رفرفةٌ لملائكةٍ
لا عسلٌ في الغصونِ :
في دخنتِها يتدلّى ثمرُ النارِ
أكفُّها الشبحيَّةُ مطبوعةٌ على الوردِ ..
والعاقولُ شواهدُ
شجرُ الحيَّاتِ تناسلَ كالدودِ
والخنازيرُ في أوحالِها تمتدحُ السكوتَ :
الأزهارُ ؛ الشجيراتُ ؛ الأعشابُ
حتى الأشواكُ : خطابُ الصخرِ .
عليَّ منَ الغابةِ قشورُها :
أحرقتُ بقدحةِ صخرتينِ ،
الكهوفَ ..
فتطايرَ منها الجنُّ !
جليدٌ هوَ الماءُ العتيقُ :
زعانفُهُ ؛ خياشيمُهُ ؛ رئاتُهُ
عيونُهُ التي في أعماقِهِ ، 
تبصرُ
والتي لا تبصرُ
أديمُهُ ذو الشَّعْرِ
وذو الريشِ
القردُ الأوَّلُ
الأوادمُ البائدةُ
تراكمُ الحقبِ
الجرَّةُ في عمقٍ غابرٍ 
عليها الطحالبُ
اللوحُ في الزبدِ
التغريدُ ،
حتى النهيقُ !
أخاطبُ شاطئاً كالرؤيا ،
لا يراهُ إلاّيَ : أين الهديل ؟
فيتراءى ليْ شبحٌ أَعْيَطُ
بتكشيرتِهِ الدرداءِ
يسقطُ منْ بينِ مخالبِهِ ،
الرصاصُ ..
وفي ذاكرتي نخلةٌ زرقاءُ
عليها يُشْرِقُ البحرُ ..
وفي شعفتِها الرّيحُ !

* البصرة
آذار - 2001
Reactions

تعليقات