القائمة الرئيسية

الصفحات


تأخرت مراكب الصيف وطال الانتظار في مراقبة إتجاه الريح والضفاف الحبلى بالصمت الموجع تتأهب للصراخ لتعلن أن الندوب على صفحات الماء تعرّت ،وأن السماء لم تعد لتخفيها بعد الآن...
زاد الوقت في الإتساع وزاد الصدر في الضيق وارتبك الفجر،، كيف ؟؟ولمن سيعلن يوم الميلاد ؟؟هل يخفيه أم يشهره للضوء وللطين معا ؟؟،،
قد يكون الميلاد تورط في الحياة حين لم يجد وثائق يسجل عليها غواياته وقد يكون الموت إسعتد لتأنس له الرّوح بعد الولادة ،وقد يكون هو القدر من رسم له نهاية وجع وإبادة ،،
تأخرت الريح و تعب الوقت و تعبت المراكب وهي تضيع في الطريق وفي مهبّ الأقدار ،،أشرعتها تلوح من بعيد بلا هوادة ،،،،
والصمت ،،الصمت يولول تحت وسائده الساكنة ،يعلن حربه ويشهر سيفه ليبتر حبال الريح ويفتح الطريق،،،
فلا مجال للترقب ،،مادام النزيف كفيف لا يعرف التوقف ولا السير فهو كالجواد الجامح،،،
تأخرت المراكب ،وتأخرت الريح واندلع الحريق رغم طوفان الهوى وهو يغري الفؤاد،،
اشتعلت المكاتيب واختفت التواريخ وتبعثرت الخطوط وغادرت ملامح الجغرافيا بساطها ،فلا أزرق ولا أحمر ولا أخضر ولا ألوان تترك للذاكرة منفذا لولوج الباب،
لم تبق جغرافيا ولا تواريخ
لم تبق محيطات ولا أراضي ولا مسافات،ولا ألوان
لم تبق الجروح ولا الندوب ولا النزف ولا أباريق الشاي على الطاولات ولا الضحك ولا المؤانسات،،،
لم تبق تمتمات ولا همهمات ولا صراخ ولا صمت ولا كلام يُكتب أو حروف تخاف الشفاه بها تبوح،،،
لم يبق سوى سرب حمامات بيض تحلق في البعيد وفراشات لا تخاف النار ولا من رجرجة الماء حين يفيض من الألباب
Reactions

تعليقات