القائمة الرئيسية

الصفحات

وصية امرأة...
لقيتها أمام مقهى حارتنا
بساعد عجوز 
تكنس قمامتنا
فوق غبار الطريق
تستنشق دخان سجائرنا
على الكراسي شباب يراقب
وفي الهواتف غارق
هزني الوجع فقلت:
كان الله في العون أماه
أين منك الأبناء ؟
أرشدي فكري الحائر
تبسمت دون وجيعة... قالت:
اعلمي يا ابنتي...رحمي ما كان عقيما
كان ولادا سخيا
فأنا... أنجبت سعدا و فاطمة و النرجس
و أنجبت عليا
شابت مني النواظر حتى تعلموا
و أغلقوا باب الدراسة...
و مازالت لقمي عندهم شهية
لا تسألي كيف.... لماذا ؟
فهل يرفعون مثلي القمامة ؟
قلت...ليكن ذلك أماه
فسيد القوم خادمهم
ردت...يا ابنتي أنا أم
لا تهوى السيادة
صفعتني الإجابة...
تاهت الكلمات مني..
كرهت ثرثرتي...فختمت
قلت.... أما من وصية ؟
توكأت على مكنستها ...أجابت:
سأوصي سعدا
إذا مت يوما...
أن اتل على روحي
دعاء زكيا...
قل: ربي ارحمها كما ربتني صغيرا
واغفر لها وتجاوز عنها
وزد على الدعاء دعاء...
لم أكن بها رحيما
لما بلغت من العمر عتيا
صامت عن الكلام...
وصمت عن السؤال
فسؤالي عيب في حقها
بعد الوصية.....
8مارس2019

Reactions

تعليقات