عند الأصيل والشمس توشك على الغروب ٠ يلتقي أعيان القرية في منزل السيد بابلو ٠لمناقشة المشاكل التي إعترضت سبيلهم ؛ في ذلك الأسبوع ٠
يلتئم المجلس داخل مكتبه في" الفيلا" ٠ لها بوابة خشبية ؛ سورها عالى ٠يخفي ماوراءه من رؤوس الأشجار ٠
أما الحديقة فهي مظللة بالاشجار ٠ تعج بالزهور النادرة ٠
يعتني بها عناية خاصة ٠ فشأنها عظيم لديه ٠ وعجيب أيضا بركة المياه التي تتوسطها ٠
تزوج بابلو مرتين ؛ لكنه لم يرزق بالأبناء ٠ كان يتردد على الحانات فأعجب بموظفة في إحدي السفرات الأجنبية ؛ لما تتميز به من جمال ورقة ونعومة ٠تشبث بها ٠ الى أن وقعت في شباكه ٠ تزوجها وأنجبت له بنتا وحيدة ٠
إختار لها إسم " مارتين " ٠ تربت بين أحضان عمها الذي يقيم مع أخيه في" الفيلا" ٠آعتني بها في كل تفاصيل حياتها ٠
وحين وصل وصل عمرها ستة عشر عاما ٠ تدربت على فنون رياضة " الكاراتي " ٠ لانها تحبذها رغم إعتراض والدها ٠ لبي لها عمها حلمها وطلبها ٠لانه يري فيها مستقبل عائلتهم ٠
فهو عاش أعزب ٠وظل يلتمس الانس ٠كان يطوق الى المراة٠
إذا جلس وحيدا خاصة في فترات نومه يقول
- لابد لانسان من رفيق ؛ إني أعترف بأن المرأة ضرورة ٠
ماالحياة بدون المودة والصداقة ٠ الحياة جميلة ٠٠٠
لكن المرض منعه من الإرتباط ٠ لذلك أعطي وقته الى مارتين
لأن والدها يقضي كل وقته في الشغل ٠ خارج القرية ٠ إلا اذا إرتبط بموعد إجتماع أعيان القرية ٠
كان بابلو يتردد على المقاهي الفاخرة ؛ لعقد صفقاته ٠
يتميز بلباسه الأنيق ٠ "والسيقار " الذي لا يغارق اصابعه ٠٠٠
من حين الى آخر يعود متأخرا الى منزله ٠ وفي تلك الليلة من آخر شهر جانفي ٠ عاد كعادته ٠
جلس في مكتبه وضغط على زر فغابت الكتب وأطلت من خلفها قوارير النبيذ ٠ مسك بأفضلها ونادي مارتين ٠
- إن الزمن أدبنا أكثر مما ينبغي !! إذا تعرضت الى مكروه ؛ هناك ملفات تحمل وثائق هامة ٠ هي سلاحك الوحيد في النجاة من الموت ٠ لأن أعدائي ؛ همهم الوحيد الوصول إليها٠٠٠ إختلفت اليوم مع أناس غرباء ٠ يريدون مزاحمتي في مناطق نفوذي !! أنا لا أدري عنهم شيئا ! فما عساني أصنع ؟!!
لقد أخذوا درسا قاسيا ٠٠٠
لذلك أنا حذر من ردة فعلهم !!!
- أبي اين مكان الملفات ؟
- وضعتها في كيس من البلاستيك في جوف بركة المياه في الحديقة ٠٠٠٠
تركت مارتين والدها في سكون الهزيع الاخير من الليل ٠
إستلقت على فراشها ومسكت ساعتها الذهبية ٠ نظرت اليها طويلا ٠ تدفقت ذكرياتها حينها ٠ لأنها تمثل أجمل هدية لديها٠
فصاحبها ظل في مخيلتها ٠ إنه عمها ذهب ضحية الإلتهاب الرئوي ٠
نامت والساعة بيدها ٠٠٠
أطلت خيوط الشمس في اليوم الموالي من النافذة ٠
حين فتحت عينها وجدت والدها أمامها ٠٠٠
نظر اليها وقال - لقد نسيت شيئا لابد ان تطلعي عليه !!!
- أبي تخفي كثيرا من الالغاز ؟!!
- هناك منزل يبعد عنا مسافة طويلة تستغرق نصف ساعة للوصول إليها بالسيارة ٠٠٠
- هل فيه شيئا غير عادي ؟!
- فيه أطفالا فقدوا ذويهم نتيجة عملهم معي ٠٠٠
حين جمعتهم في البداية يتصرفون كالغرباء !!
لكنهم يوما بعد يوم تعودوا على الامر ٠٠٠
لابد من مواصلة العناية بهم ٠ لأنك ستحتاجين اليهم !!!
غادر بابلو غرفة إبنته ٠ مسرع الخطي ٠٠٠
بقيت تفكر في كلام والدها٠٠٠
كانت الساعة تدور في التاسعة من صباح ذلك اليوم ٠
ركبت سيارتها وذهبت الى صديقها وما إن وصلت اليه ٠٠٠
أباحت إليه بطلبات والدها الغريبة ٠٠
صمت قليلا كأنما ليجمع شتات فكره ٠ ثم قال
- أنظري كم هي واهية الطموح التي تجعل صاحبها يسعي لمعانقة السراب !!
كم هي واهية أمام الاقدار !!
- كلامك مبهم ! همي الوحيد أن أخرج الملفات من الظلمات الى النور ٠٠٠
- بحكم عملي في سلك القضاء أعرف بأن والدك له أعملا غير سوية !! صفقات مشبوهة ٠٠٠
لديه شبكة علقات لهم نفوذ سياسي واسع!!
والدك من أكبر مافيا المخدرات ٠٠٠٠ له طريقة عجيبة في إدارة خيوط اللعبة ٠٠٠٠
نظرت مارتين الى صديقها نظرة إستغراب ثم قالت
- كيف السبيل لجلب الوثائق ؟٠٠٠
- لا تخافي سآخذها وأدمجها في قرص لأنها املك الوحيد في الحياة ٠٠٠
بدأ الرذاذ ينقر بلور السيارة مسكت يد حبيبها ٠٠٠
دفعهما الشوق دفعا لأقتراب من بعضهما ٠٠٠
داعب شعرها ٠٠٠ أحست بالامان
بينما هما على تلك الحالة ٠ إذ بصوت هاتف مارتين يرن
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع