القائمة الرئيسية

الصفحات



نظرت لمرآتها في ذاك الصباح البارد ...تحسست أثار الزمن الذي بدأ يرسم خريطة احتلاله لوجنتيها ...خطوط تجمعت تحت هالة عينيها   تحاول قراءتها فلا تفلح ...ما أصعب لغة  الزمن  ...مررت يدها على شعرها العائد من الجذور القديمة ...بدا لها لا يشبه ظفيرتها الكثة الاولى ...ولا يشبه لونه الليلي الداكن ...شعور بالسعادة ينتابها خلسة من وراء مرارة الحسرة ...._***  جميل أنك عدت أيها الشعر حتى وان لم تعد بصفتك القديمة ...جميل أنك عانقت جمجتي الصلعاء واسدلت عليها كساؤك ....***)وضعت قليلا من احمر الشفاه ....ومسكت قارورة العطر ....تمعنت في تلك الزجاجة الحزينة التي اهملتها لسنين طويلة حتى بدت لها   وكأنها تتوسل اليها ....هيا امسكيني ...فلتقبض اصابعك على عنقي ولينبعث  العطر المسجون بداخلي من فوهتي  ليهمس بشوقه لجيدك   لثوبك القطني  لاطرافك المحرومة..تلك الرائحة الذكية أوقدت فيها قناديل الانوثة فأخرجت من خزانتها فستانها البنفسجي الحريري المزركش بزهور بيضاء  ...تذكرت يوم ارتدته في حفل زفاف اخيها ...وكانت تحوم بين المدعوين كفراشة تنقل الرحيق من زهرة الى زهرة ...تبستم لتلك ...تقبل الاخرى ...تصافح هذا وذاك ...تغازلها العيون بذاك الفستان الانيق ...فتحمر وجنتيها مالخجل ...كان اجمل ما يقدم حضورها في ذاك الحفل ...من خلف الفستان نهدي هواء الاولى ...انوثة وامومة وعظمة خلق ......ارتدت حمالة الثديين الاصطناعية ...يبدو الاختلاف واضح ...تحاول وضع بعض القطن حتى يتوازن ثديها المبتور مع ثدييها الموجود ... بدأت بقفل ازرار الفستان ...مازال جميلا ...ولكنه يفتقد أناقته الماضية ...يحن للدفئ الثنائي بلا خلل ...بلا اختلال ...وتدوس على بؤس افكارها ...فهي وان نقص جسدها لا تزال بعظمة كمال روحها ...وجمال هيأتها ...وعمق نظرتها للحياة ........ لقد أعلمها بهاتفه أنه وصل للعاصمة منذ الساعة السابعة صباحا ...وهو ينتظرها لا يدري أين ...كما أنها لا تدري أين ...
Reactions

تعليقات