القائمة الرئيسية

الصفحات

رسائل صامتة (سلسلة من أجزاء )

الرسالة1

اعذرني إن ظلت أفكاري تتناسل ،وكلما تنملت في أعضائي، أسارع لأن اتخلص منها و أقصها عليك بأقصى سرعة....
 أتخلص منها سردا،شوقا،حنينا ...
فوق رأسي يتشمس القمر وتكتظ النجوم ....
وأتذكر كيف تواعدنا على اللقاء، ،،،،
وانا أبحث عن نفسي بين نقط الحذف، بين الفواصل التي لم تكتب،بين المسافة التي لا تحكى...  
لكم توغلت  في تجميد ذاكرتي، لأنصت اليك...
لكم كان حلمي مرهقا ببقايا انتظار،،
ولكم كان انتظاري مرهقا بشظايا حلم
هل كنت ألتهب ولا أحترق ؟
أغوص في اللجج ولا أغرق 
كيف احترت؟
كيف كان إحساسي مزيجا بين بؤس الرجاء ولذة الحالم ؟
كيف غرقت فيك  حتى النخاع؟ 
كيف كان الكلام عن الكلام صعب ؟
كيف كنت نارا لم تشتعل؟ وشرارة لم تقدح قط ؟
        كيف اكتفيت حقا  بقطرات يتيمة منك؟!

        
       الرسالة2

 رسائلك التي لا تصلني  تذكرني أن أرضي سماء... أقرأها مع ذلك بمونولوج داخلي صاخب...
قرأتها  مرتين ،ومسحتها أربع مرات...
 لا تسألني كيف؟ لست ادري...
 أتفحصها غالبا   بعدما أقطع الاتصال بذاكرتي...
  لا  أريدك أن تعرف أني أقرأها...
 ربما كانت أنانية مني، ربما حصاد لانتظار تركتني فيه لأيام ،أتخبط بين انعتاق من أحلامي وتشبث بأخر قطرة من مداد حروفك...
 أعترف وأنا تحت تأثير منوم قوي، لم يفلح أن يجعل عيني ترتاح من النظر لمربع فارغ في السقف...
  أني خفت من عاهة الانتظار الذي رافقني لمدة طويلة، لا يفعل شيئا ولا يذكر شيئا ،ولم يحدث قط أن أتى دفعة واحدة... 
لن أطيل عليك أكثر... لن أركض وراء ظلالك أكثر.. ولن أسترخي أيضا على ظل وهم استأنست به منذ أول رسالة منك لم تصلني...
 لعل  ما بيننا إعصار تلاقح يومي، أو لعله رذاذ لعاطفة اختنقت طويلا بصوت خافت، لم ترد قط أن تتغير...
  أحس اخيرا أنني  وضعت قدمي على الطريق ....
لا أنتظر ردك


الرسالة3

أعرف أنني موجودة لكنني مازلت أحتاج لبراهين لأثبت وجودي .....
بالأمس فتحت صندوق الحكايا، فوجدته فارغا ....
يبدو أنني استنفذته في كتابات واهية ..
هل يمكن أن تعيرني البعض من كلماتك؟
 لديك فائض من الفراغات ..أغلب رسائلك كانت  نقط حذف ... وبعض العلامات المبهمة ؟!
وأغلب ردودي كانت عيونا تيتمت ...
أتدري ...
لم أمسك القلم إلا بعد ان أصبح هرما ..
وأصابعي أصابها الاعوجاج والتقلص...
 أظافري تآكلت... تكاد لا ترى... التهمتها على الفطور..
بالمناسبة ما زلت أخفي وجهي في صدري حين أتذكرك..
أو حين أرى صور ضحايا الحرب.. 
أتمسك بنفس ردة الفعل...
ربما لأن العائد من الحب ،كالعائد من الحرب، كلاهما فقد شيئا ...
الطاولة أمامي مثلث رمادي اللون، كحقيقة ثكلى..
 إلا من رائحة قوية تسبح في الهواء كغمامة...
 تغنيني عن عطر كل الرجال
رائحة تهيمن علي...
رائحة   أبي
Reactions

تعليقات