القائمة الرئيسية

الصفحات

تلعثمت، لم تجرأ على الكلام و الحال أنها بليغة. ارتبكت ارتعدت أوصالها، علا صوت بداخلها. ألا كفي عن التصابي. لا يحق لك البوح... نزت عرقا. احمرت وجنتاها إذ رأتها أمام عيني أمها و هي تصرخ فيها ألم أعلمك العيب و الحرام؟" 
فتصاعد بداخلها صوت أجش :
منذ متى رسمت هذه القوانين و هذه القيود؟ ثم تراها تعنيك!؟!"
غمغمت أغوارها الحائرة الثائرة على الدوام: قطعا لا. فأعلن ما أريد و ليذهب العالم إلى الجحيم."
و في لمح البصر ارتسمت مع عبارة الجحيم أمام عينيها صور لجثث ملقاة في صناديق كرتونية لأطفال لم يعوا بعد صروف الدهر و لا عبارات النهي و لا الأوامر.. ثم صور لجثث ملطخة بالدماء ملقاة داخل مسجد.... و احتدمت الصور و تشابكت و تعالت الأصوات .. ابني، كبدي، زوجي، ابني.. و ظلت تتعالى..
و تعالى بداخلها صوت رقيق ظل يعلو و يعلو.. حتى رق له الفؤاد و امتزج بالشوق و الحنين واللهفة و الرغبة الجامحة... رغبة مدوية صارخة :
إنها تريد أن تلتقيه الآن و الوقت غريب..و المسافات قيد ٱخر من قيود الحياة..
أعادها رنين هاتفه إلى الزمن و إلى المكان الذي تجلس فيه وحيدة..
فهمست له بعد طول تردد: ممكن ترسل لي صورة.
Reactions

تعليقات